أغرار - ناصر الظفيري
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

أغرار

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

"لاحظ الولد أن والده يشيخ بسرعة. "أنت تبدو عجوزاً ياأبي!". "إنني أحمل يحيي على ظهري. يكبر فوق كتفي يبني بيته يتزوج وينجب أولاداً أحملهم على ظهري". يتكئ الأب على الأرض حتي ينهض. ولم يهن حين تعلق الأمر بإسماعيل. ترك لحيته تنسدل كشعر من رماد حتى غطت صدره ونسي حقيبة ...تجملّه. تحسبه من بعيد أولئك المؤمنين جداً، وحين تقترب منه ترى في عينيه سماء يغمرها الحقد. في سنته السابعة عشرة توقف الأب عن عقابه. لم يحلق رأسه وترك له حرية النوم كيفما يشاء ومتى يشاء. وأخذت التدريبات الجسدية تأتي طواعية بحكم التعود وإكتفى الأب بتدريبه على السلاح. كان الأب يربط قطاً بائساً إلى جانب العمود قال له "في الرأس" سمع إسماعيل حشرجة القط وسقوط الرأس متدلياً على الجسد وقد إنتثر دمه وسائلا من مخه على أعلى العمود. توقف إسماعيل قليلاً ثم أفرغ ما في جوفه، فيما إنصرف الأب دون أن يعاقبه أو يكافئه. تكررت الحيوانات التي تستحق أن تكون أهدافاً لمسدسه أو بندقيته. إحدى دجاجات والدته، كلب ضال. وتعود الإبن على الأرواح التي تزهق. وفي الجولات الأخيرة من واجباته التدريبية كانت الأهداف حيوانات مسرعة أو طائرة. "كن ساكناً تماماً لتصيب متحركاً". تحول ليل الفتى إلى جحيم يفوق خياله الصغير فلم تعد هناك ثغرة في أحلامه تساعده على رؤية نور فضي يحيط بتلك الظلمة الخانقة. لم ينم ليلة دون أن يتحول حيوان قتله إلى كتلة من نار تهاجمه وتنقض على عينيه فيصحو صارخاً دون أن يسمعه أحد. ولم يكن يحدّث والده عن ذلك، فهو حتماً سيفسره على أنه جبن يجتاحه من طراوة ما في روحه. الذي حققه الأب في عزله للإبن عن العالم من حوله هو فقدان لغته. مرت سنوات عمره الأخيرة دون أن يتحدث لأحد وحواراته المقتضبة مع والده كانت تفقده القدرة على الحديث أكثر مما تكسبه مهارات حوارية. والصور الوحيدة في محيطه هي صور يحيي التي تملأ كل زاوية في البيت الصغير فتذكره دائماً بيحيي الذي لم يمت في خياله. أما والدته فكانت في أوقات فراغها تتذكر يحيي وتبكيه..." وتبقى صورة يحيي تلاحق إسماعيل إلى نهاية الحكاية. تتلاحق الأحداث وتنغرز قضية الثأر ليحيي في عمق وجدان الأب والأم التي رفضت إلا أن يأخذ زوجها ثأر إبنه بيده. وإلى نهاية الرواية تخرج قضية الثأر ليحل محلها وبعد وفاة الوالد هاجس لدى إسماعيل الذي يتزوج وينجب ولداً يسميه يحيي لتتجسد فكرة في ذهنه بعد رؤية أبيه في الحلم، بأن طفله يحيي إنما هو إبنه الذي قتل ليعود حياً من جديد.في العصر يركض الأميال الثمانية، ويتابع في الصباح تمريناته على السلاح. بدا يعتاد على السلاح ويتعامل معه كقطعة أثقال. لكنه احتاج أشهراً لينال من الصفيحة التي تحملها المرأة على رأسها. وفي مرات لاحقة راح والده يلصق صوراً على الصفيحة. "أريد الرأس".. وهو يجيد ذلك بحرفة عالية. لاحظ الفتى أن والده يشيخ بسرعة. "أنت تبدو عجوزاً يا أبي!". "إنني أحمل يحيى على ظهري، يكبر فوق كتفي، يبني بيته، يتزوج، وينجب أولاداً أحملهم على ظهري". يتكئ الأب على الأرض حتى ينهض. ولم يهن حين يتعلق الأمر بإسماعيل. ترك لحيته تنسدل كشعر من رماد حتى غطت صدره ونسي حقييبة تجمله. تحسبه من بعيد أحد أولئك المؤمنين جداً، وحين تقترب منه ترى في عينيه سماء يغمرها الحقد.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
3 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية أغرار