التصدي للشيخوخة
تأليف
موريل ر.غيليك
(تأليف)
أحاول في هذا الكتاب أن أضع الأساس لشيخوخة مُرضية عبر دراسة بعضاً من أهم المؤثرات على المسنين، مثل رعايتهم الطبية ومكان سكنهم وكيف يكتشفون معنى لحياتهم. تحدد المؤلفة بهذه الكلمات هدفها من تناول هذا الموضوع الهام والذي يندر تناوله من قبل المعنيين والمختصين على السواء. فمرحلة الشيخوخة بإمكانها أن ...تكون كغيرها من مراحل الحياة إن أولّيت جوانبها الإهتمام اللازم.
إن إنكار الشيخوخة كمرحلة يريد الإنسان تجاهلها في وعيه وفي لاوعيه، لأنها تذّكره بالنهاية، وبانتفاء طموحه في الحياة، لن يساهم في تحسين الصورة التي سيجد نفسه فيها حين يصبح مسناً. فالتعاطى مع الموضوع وكأنه لن يصيبه، هو خطأ كبير.
تفّند الكاتبة كل المواضيع التي يواجهها المسنون، من خلال رواية قصص المرضى المسنين والذين تصّنفهم بين الأقوياء والضعفاء والمشرفين على الموت. وتطالب بإرساء أسس الشيخوخة الجيدة، وتحدد القدرة على استمداد معنى من الحياة كعامل أساسي تدور حوله، وتعمل معه العوامل الأخرى، كالصحة الجسدية، وحسن الحال العاطفي وتأمين السكن الملائم، وغيرها.
عديد من الأفكار تُطرح في هذا الكتاب، للحد من التعاطي العام والخاص مع مرحلة الشيخوخة وكأنها مرحلة ما قبل الموت فقط. وأهمها ضرورة تغيير السلوك والمواقف من المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالمسنين والتي يجب إصلاحها وتطويرها، وضرورة أن يتوقف المسنيين عن دفن رؤوسهم في التراب وأن يُحدثوا بضعة تغييرات جوهرية في السلوك الشخصي، عليهم القيام بالنشاط الجسدي وممارسة الرياضة والحركة، وبتنمية العلاقات بالأهل والأصدقاء مما يخفف من الإحساس بالوحدة ويؤمّن الدفء العاطفي، كما عليهم تغيير وجهة نظرهم من الرعاية الطبية واعتبارها مكمّلة أكثر مما هي أساسية في اختيار نوعية الحياة، كما عليهم أن يتقبلوا فكرة حاجتهم للمجتمع والعائلة، فليتمكنوا من الاستمرار بتحديد خياراتهم والحفاظ على استقلاليتهم، عليهم الإعتراف بحاجتهم للآخرين.
كتاب يواجه حقيقة إنسانية كبيرة يتحاشاها الكثيرون، تُقدّم للقارئ بصدق وحنان والأهم من ذلك بإيجابية وبطروحات جادة وجدية كي يتمكن الإنسان من العيش بكرامة وحرية في مرحلة الشيخوخة التي لا تقل أهمية عن غيرها إن تم التعامل معها بنضوج وواقعية.بحب وحنان، تسرد غيليك قصصاً حول مسنين واجهوا صعوبات جمة بخيارات المأوى، وقرارات الرعاية الطبية، وإيجاد معنى في الحياة. وبدمجها بمهارة مع معارف عميقة في الطب والسياسة الصحية والاقتصاد، تضغ غيليك خططاً إجرائية مفصلة للأفراد والمجتمعات. وعلى نحو أكثر تحريضاً، تبرهن غيليك عدم جدوى المحاولات اليائسة لشفاء المرض العضال، إذ يجب أن يتركز الاهتمام على نوعية الحياة، وليس على ما إذا كان من الممكن إطالتها بأي ثمن.
"ضع اللوم على المسنين أو التطورات الحاصلة في مجال الطب أو هوليوود: ينفق الأميركيون مليارات الدولارات سنوياً محاولين أن يبقوا شباباً. تحثك الدكتورة موريل غيليك على أن تغير موقفك وتركز على أمور مثل الدراسة الشاملة للرعاية الطبية. اقرأ هذا الكتاب قبل أن تحدد موعداً لعملية شد الوجه تلك".