الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب - مع ملحق بين حروب نابليون وحروب الفتوحات العربية الإسلامية الأولى - منير شفيق
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب - مع ملحق بين حروب نابليون وحروب الفتوحات العربية الإسلامية الأولى

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

الحرب عملية صدام وحشي يقتتل فيها البشر محطمين بعضهم بعضاً جسدياً. إنها عملية قتل جماعي يقصد تحقيق أهداف محددة. ولكن الحرب ظاهرة لها أسبابها، وقد وافقت المجتمعات البشرية منذ فجر الحضارة الإنسانية حتى اليوم، وستبقى إلى زمن طويل قادم إلى أن تلغى الأسباب التي تولد الحروب ولا مؤشر إلى ...ذلك. هذا وغذا كانت الحرب تشنّ لتحقيق أهداف محدّدة، لا أحد يقاتل من أجل القتال، فلا بدّ من أن ترى أن ضمن نطاق أهدافها وضمن طبيعة القوى التي تشنّها. إن رؤية الحرب ضمن هذا الإطار يقسم الحروب إلى قسمين رئيسيين: حروب عادلة، وحروب غير عادلة. أما معيار العدالة أو اللاعدالة في الحرب فينطلق من زاوية عدالة، أو عدم عدالة، الأهداف التي تشنّ الحروب بقصد تحقيقها. إنه ينطلق من طبيعة القوى التي تشنّ الحرب، ولماذا تشنّها، وما هو الدور التاريخي الذي تلعبه كل من القوى المتحاربة، هل هو دور أخلاقي عادل يدفع التطور الإنساني إلى الإمام؟ أم هو دور لا أخلاقي يعطل الحياة الإنسانية؟ وهنا نجد أنفسنا أمام طراز من الحروب شنّتها قوى دوليّة بقصد النّهب والإضطهاد والإستعمار، أي بقصد إخضاع الجماهير والشعوب والأمم للإستقلال بمختلف أشكاله، هذا الطراز من الحروب شنّ ويشنّ منطلقاً من طبيعة عدوانية إستغلالية موجّه ضدّ الجماهير العريضة من البشر، ومن ثمّ فإن هذا الطراز من الحروب، يتّسم باللاعدالية، ويمكن رؤية أمثلة عليه في الحروب التي وقعت بين الأباطرة والملوك والغزاة في الماضي، أو بين الدول الإمبريالية في العصر الحديث، مثلاً الحرب العالمية الأولى إلى جانب حروب الإستعمار القديم والجديد ضد شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وفي المقابل كانت هناك حروباً عادلة شنّت على مدى التاريخ، وتشنّ في الوقت الحاضر، وستشنّ في المستقبل ضدّ الحروب اللاعادلة، وبقصد تحقيق أهداف هي لمصلحة الجماهير العريضة من البشر وفي إتّجاه العدالة بين البشر مثل حروب التحرر الوطني ضد الإحتلال الإستعماري، أو الحروب الأهلية لإسقاط الطبقات الإستغلالية المستبدة الفاسدة أو العميلة، ومن أجل بناء مستقبل عادل بين الشعوب خلو من الإستغلال والإضطهاد، وآمن من وحشية الحروب وبربريتها. وهذا ما يعطي هذا الطراز من الحروب صفة العدالة والدفاعية. في هذا الإطار يأتي هذا الكتاب الذي يتناول الإستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب والهدف هو أهمية دراسة علم الحرب للتفكير السياسي الإستراتيجي ولفهم السياسة الدولية وللتحليل السياسي وتقدير الموقف. فكل من يهتم بالسياسة والإستراتيجيات الدولية لا بد له من معرفة أساسية أو أولية في الإستراتيجية والتكتيك في علم الحرب. هذا وقد المؤلف وفي الفصل الخامس من هذا الكتاب بمقارنة بين حروب الفتوحات العربية الإسلامية الأولى وحروب نابليون. وذلك من جهة تصحيحه لتجاهل العلم العسكري الغربي للتطويرات التي أحدثتها الحروب الحربية الإسلامية في علم الحرب. أما من الجهة الثانية فقد أريد من هذا الفصل أن يكون برهاناً يفرز الإشارات التي وردت في متن هذا الكتاب حول الإنجازات العربية في هذا المجال.دراسة الحرب وفهمها مسألة حيوية ليس بالنسبة للمختصين فحسب، وإنما أيضا بالنسبة للمثقفين والصحفيين والسياسيين والفنيين والعلماء والمناضلين والجماهير. بل إن ظاهرة تحول الثقافة العسكرية الى ثقافة عامة للشعب، أصبحت ظاهرة عالمية في كل البلدان. لأن الحرب ومسائلها أصبحت تعتمد اليوم أكثر من أي يوم مضى على الجهد الجماعي للأمة كلها سواء أكان في عمليات المؤخرة أم الميدان. إذ لم تعد عملية قيادة الحرب ووضع استراتيجيتها من اختصاص الجنرالات وحدهم فقد أصبحت استراتيجية –حتى في الدول الغربية الرأسمالية– ترسم على طاولة مستديرة يلتف حولها القادة السياسيون والجنرالات وأصحاب الاختصاصات المختلفة. أما في الصين الشعبية، فان دراسة الحرب وقواعدها جزء أساسي من برامج التعليم في المدارس والجامعات، ومن الثقافة العامة للشعب كله. وعندما نتحدث عن الثقافة العسكرية أو دراسة قواعد فن الحرب لا نقصد التدريبات أو التمرينات العسكرية على فك السلاح وإطلاق النار والصف بالطابور فهذه تحصيل حاصل، وإنما نقصد دراسة الموضوع على أعلى مستوى الإستراتيجية والعمليات والتكتيك. إن بلادنا العربية تواجه خطراً يتهددها إلى أجيال قادمة، وهذا الخطر مدجج بالسلاح ويلجأ للحرب لتحقيق أهدافه وغاياته العدوانية التوسعية والإستعمارية. إنه خطر الكيان الصهيوني والجيوش الإمبريالية. وليس لنا من سبيل إلا الدفاع عن بلادنا وجماهيرنا ومستقبلنا، وستكون الحرب جزءاً هاماً في هذا الدفاع، وعلينا أن ندركها ونعرف كيف نعدّلها ونواجهها ونخوضها بنجاح. وإذا كانت الحرب عملية صدام وحشي يحمل الكوارث والدمار والويلات، إلا إنها مفروضة علينا وتعيش بين ظهرانينا، وعلينا أن نواجه هذه الحقيقة المرة ونحوّل مرارتها الى حلاوة انعتاق إنساني. ان الذين يدركون قواعد علم الحرب ويعرفون كيف يعالجون مسائلها ويعرفون كيف يقودونها، هم وحدهم الذين يخففون من ويلاتها ويستطيعون إزالة أخطارها . أما استمرار الجهل في هذا المجال، أو محاولة دفن الرؤوس في الرمال، فلن يدفعا الحرب عنا، ولن يخففا من وحشيتها وويلاتها، وسيلدان دائما هزائم من طراز هزائمنا العسكرية عام 1949/1948، وعام 1967.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3 1 تقييم
46 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب - مع ملحق بين حروب نابليون وحروب الفتوحات العربية الإسلامية الأولى

    1