عندما تقرأ هذا الكتاب بعد قراءتك لكتب سيوران، ستقوم بتصحيح العديد من الأفكار الخاطئة التي كنت تظنها بشأن هذا الفيلسوف، ولعل أول هذه الأفكار هو أنه كان يعتنق الكآبة مذهباً في حياته، لكنه في الواقع قد قام بتحويل هذه الكآبة إلى دعابات يطلقها سخرية على هذه الحياة، أي أنه لم يكن عابساً متجهماً.
العديد من الأفكار الأخرى التي ستقوم بقراءتها لأول مرة في هذا الكتاب.
لكن مع الأسف هناك العديد من الأمور التي لم يتطرق إليها الكاتب، ويبقى هذا الكتاب عاجزاً عن الإحاطة بفلسفة سيوران.
وهذه أيضاً مجموعة أخرى من الاقتباسات التي راقت لي من شذرات سيوران:
من الصباح وإلى المساء لا نصنع إلا الماضي.
هذا العالم لا يستحق أن نعرفه.
إنسان يحترم نفسه، هو إنسان بلا وطن.
وعيت من زمان أن مكاني ليس هنا، وأنه ليس بإمكاني أن أتلاءم أبداً مع دنيا الأرض.
المريض ميتافيزيقي رغم أنفه، لأن المرض منفذ لا إرادي إلى ذواتنا. يجبرنا على التوغل في أعماقنا.
أشعر أني حر، ولكني أعرف أنني لست كذلك.
الكتابة حيلة عندما لا نكون متعودين على الصيدليات، هي شفاء.
كلما عشنا أكثر يبدو لنا أن ما عشناه كان بلا جدوى.
في مجال الفلسفة، أعتقد أنه ليس من الضروري نحت كلمات جديدة، ومصطلحات تقنية. بالعكس تماماً هذه التقنوية هي الخطر الكبير الذي يتربص بالفلسفة الجامعية والذي يبعدها عن حقيقة الأشياء.
لا يحب الموسيقى سوى الذين يتعذبون في الحياة.
عن طريق الموسيقى نشعر فعلاً بأننا نملك روحاً.
لا نكتب لأننا نملك شيئاً نقوله وإنما لأننا نرغب في قول شيء ما.
نبقى دائماً عبيداً طالما لم نشف من مرض الأمل.
مهمتي قتل الوقت ومهمته قتلي، قاتلان متواطئان.
الملل إعصار بطيء.
كلما خرجت من ذاتي غلبني النعاس ونمت.
الشكوكية أناقة الحيرة