الجدتان - دوريس ليسينج
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الجدتان

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

ظلمة باردة حلّت فوق ساحة اللعب في فناء المدرسة، فيما أخبرت أصوات مجموعتين من الأطفال الأشخاص القادمين عند البوابة الكبيرة، بالوجهة التي ينبغي لهم أن يسددوا إليها نظراتهم: فقد كان يصعب تمييز هذا عن ذلك. غير أن الأطفال في المجموعة الأكبر كانوا قادرين بوحي من المشاركة، على معرفة من ...حضر إليهم وسط الوافدين، فكانوا يندفعون واحداً واحداً، أو اثنين اثنين، كي يؤخذوا إلى البيت. وفي وسط الساحة، كان هناك طفلان بمفردهما تحيط بهما جدران عالية ومن فوقها زجاج مكسور. كان الطفلان يحدثان الكثير من الضوضاء. وكان طفل صغير يضرب الهواء أو يركله، وهو يصبح: "لقد نسي. قلت لها أنه سينسى"، فيما حولت الفتاة أن تسليه وتهدئ من روعه. كان طفلاً ضخماً، أما هي فنحيفة، ذات شعر مجدول بضفيرتين مدببتين، بارزتين، وشرائط وردية، مبللة ومرتخية. كانت أكبر منه سناً، ولكن ليست أضخم جسداً. لكن لأنها أكبر منه بعامين، زجرته قائلة: "الآن، كفّ عن هذا يا توماس. كفى زعيقاً سيأتون". إلا أنه لم يهدأ، وقال: "دعيني أذهب، دعيني أذهب - لن أذهب. لقد نسيني". وصل عدد من الناس في الوقت عينه أمام البوابة، وكان صبياً طويل القامة، أشقر الشعر، في نحو الثانية عشر من عمره، ووقف يحدق في الظلمة ، فلمح عن بعد بغيته، شقيقه توماس، في حين مدّ آخرون أيديهم، وتقدموا إلى الأمام. كان مشهداً صغيراً قوامه الفوضى والإرتباك. أمسك الصبي الطويل القامة، إدوارد، بيد شقيقه توماس، ومكث واقفاً في مكانه، في حين زاد الطفل الصغير من تذمره، ومن تخبطه: "لقد نسيتني. نعم لقد فعلتها". ثم إنهمك في مراقبة بقية الأطفال وهم يتوارون في الأنظار في الشارع، فاستدار واختفى هو الآخر، عن الأنظار مع توماس. كان الجو بارداً، وكانت ثياب فكتوريا لا تقيها البرد، إذ كانت ترتعش، ولم يعد معها ذلك الطفل العنيد كي يبقيها في حالة من النشاط، مكثت واقفة في مكانها، تلف جسدها بذراعيها، "وتبكي بصمت". تحكي دوريس في هذه القصة فكتوريا وآل ستيفاني، قصة فكتوريا البطلة المحورية، عن أوهام تلك الفتاة السوداء فقيرة الحال والتي تحلم بيت رحب واسع الأرجاء مثل بيت آل ستافيني، لكن آل ستافيني أنفسهم يرسلون الأبناء للدراسة في إحدى المدارس الفقيرة البائسة بسبب إلتزام سياسي وإجتماعي يشدد على كراهية البرجوازية وأنماط التعليم في المدارس الإرستقراطية، وإذا كانت العقدة الأوديبية تتضح معالمها رويداً رويداً في قصة الجدتان التي تضمها هذه المجموعة أيضاً، فإن ملامح الفكر الليبرالي تصبح موضع نقد عند درويس لسنغ التي تعتقد بأن هذا الفكر يفتقر إلى الكثير من المعايير الأخلاقية والخلقية وبخاصة عندما تتعرض الفتاة فكتوريا إلى إغواء توماس، سليل آل ستيافيني، فتنجب منه ابنة لا تتنكر لها أسرة توماس بل على العكس من ذلك تنتزعان أمها الشابة فكتوريا كي تربيها على هواها؛ فينتاب فكتوريا قلق عظيم من أن تفقد ابنتها؛ بل هي قد فقدتها بعد أن رضحت لطالب آل ستيافيني في أن تنشأ الطفلة الصغيرة في أحضان الأسرة الليبرالية بعيداً عن أمها نتعلم من تلك الأسرة وتتخلق بأخلاقها.خمسون سنة كاملة تفصل بين تاريخ صدور مجموعة دوريس ليسينج الأولى من الروايات القصيرة، "خمس: روايات قصيرة" سنة 1953 وتاريخ صدور مجموعتها هذه "الجدتان" سنة 2003، خمسون سنة مرت من عمر الإنسان شهد فيها العالم أكثر من حرب، وأكثر من طاغية، وأكثر من زمان صعب، وأكثر من كارثة على جميع الصعد، أصدرت فيها ليسينج زهاء الستين كتاباً في القصة القصيرة، والرواية القصيرة، والرواية، والشعر، والنقد والمسرح بل والأوبرا أيضاً، وكانت اللحظات الجميلة محدودة حقاً، لا نكاد نتبينها وسط هموم أبطالها، ومآسيهم، ومعاناتهم، وبحثهم المستميت عن الذات، وعن الحب، وعن "الأمل" وعن الوجود وسط عالم غير معقول تسوده الفوضى والخيبة والإحباط.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
كن اول من يقيم هذا الكتاب
17 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية الجدتان

    1

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب