المنافسة بين بوينغ وإيرباص ؛ القصة الخفية لأعظم منافسة تجارية دولية
تأليف
جون نيوهاوس
(تأليف)
"القصة الخفية لأعظم منافسة تجارية دولية"، بين شركات صناعة الطائرات في العالم، يرويها الكاتب الذي قام بمهمات عدة، كان آخرها المستشار السياسي رفيع المستوى للعلاقات الأوروبية في وزارة الخارجية الأميركية.
يُدخل الكتاب القارئ في العالم الخفي و"المضطرب" لصناعة وبيع طائرات الركاب، والتي تهيمن عليه شركتا بوينغ الأميركية وأيرباص الأوروبية والتي ...سمح لها بناء طائرة A 300 الصغيرة ذات الهيكل العريض والمحركين، من أن تحصل على موقعها في سوق الخطوط الجوية العالمية، نظراً لحاجة السوق الماسة إلى هذه الخصائص.
"إن عالم الأعمال هذا أكثر قسوة من معظم القطاعات الصناعية الأخرى، ويعزى ذلك بصورة أساسية إلى أنه يتعلق بالغريزة وبعلم النفس أكثر من تعلقه بالإقتصاد." فحين كانت شركة بوينغ تحتل المرتبة الأولى دون منازع، لم تؤخذ شركة أيرباص الأوروبية على محمل الجد، ولم تكن في وارد موقع المنافس لها.
أحداث مذهلة سوف يكتشفها القارئ في عملية التنافس التي تدور بين الشركتين العملاقتين، حيث سيتعرف على مصادر تمويلهما ومن يقف وراء دفعهما إلى الأمام، كما سيتعرف بالأسماء على الأشخاص المشتركين في هذا النزاع.
كل من الشركتين تحاول إشعال فتيل الحرب التجارية في وجه الأخرى، فبوينغ تعيّر أيرباص بالمساعدات التي تتلقاها من البلدان الأوروبية، وبدورها تعّير أيرباص بوينغ بالمساعدات التي تتلقاها من وزارة الدفاع الأميركية ومن قبل الحكومة اليابانية. وكل منهما تضع العصي في الدواليب للأخرى في محاولة لمنع تقدمها وتطورها، وتأخير إنتاجها من الطائرات الجديدة، في محاولة لإعاقة مسيرة نجاحها وتفوقها.
حرب شعواء يسرد الكتاب فصولها بالمعلومات والتواريخ والأرقام، مسجلا مدى الشراسة والحدّة التي تتحكم بصناعة الطائرات إن في حالة نجاحها أو فشلها.يسرد جون نيوهاوس في كتابه المنافسة بين بوينغ وإيرباص أحداثاً مذهلة عن النزاع المهلك بين صانعي الطائرات التجارية المسيطرين في العالم، وهي أحداث تأسر العقول وتدور حول عملاقي الطيران ونزاعهما للبقاء في الجو. وتعتبر قراءة هذا الكتاب واجباً على كل مهتم بصناعة الطيران، كما أن قراءته بالغة الأهمية ومثيرة لاهتمام كل من يرغب بمعرفة المزيد عن الأشخاص والشركات التي تبني الطائرات التي نسافر على متونها. كما يتحفص نيوهاوس ببراعة نتائج إشعال بوينغ لمعركة تجارية بشأن الإعلانات التي تتلقاها إيرباص من الحكومات الأوروبية. وبقيامها بذلك، تعرض يوينغ نفسها لدعاوى مضادة حيال الدعم المقدم لها من وكالة ناسا ومن وزارة الدفاع الأمريكية، فضلاً عن ذكر مليارات الدولارات كمساعدات من قبل الحكومة اليابانية لمزودي بوينغ اليابانيين.
يزدري نيوهاوس في كتابه هذا أسلوب بوينغ الرئيس المتمثل في إلهام وتأخير إيرباص عن تقديم بديل عن طائرة 787.
وكذلك فإن إيرباص، والتي تصدرت المبيعات وحققت النجاحات المتتالية، حطمت كل ذلك بانهيار خط إنتاجها الذي عرض طائرتها الجديدة، سوبر جامبو 380A، للتأخر عامين عن موعد التسليم.
إن المنافسة بين بوينغ وإيرباص كتاب شيق، غني بالمعلومات، يروي قصة النجاح والإخفاق في عالم صناعة الطائرات المضطرب والذي لا يرحم.