مقالات عن قضايا عربية
تأليف
عبد الله الصالح العثينمين
(تأليف)
يضم هذا الكتاب مجموعة مقالات للمؤلف السعودي الكاتب والشاعر، تتحدث عن هموم وشجون العرب وقضاياهم التي بدأت تأخذ شكلها المأساوي بعد أن "أصبحت هدفاً لقوى متعددة أكثرها غربية"، لم تكتف بتقطيع أوصال الأمة العربية، "بل تجاوزت ذلك إلى ضربها في صميم الصميم... في الأرض المقدسة التي بارك الله حولها، ...والمشتملة على بيت المقدس بمسجدها الأقصى..".
في عرض تاريخي وتحليلي لانتكاس الأوضاع العربية، باستهداف القوى الغربية لها منذ "النصف الأول من القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي"، حين بدأت الغزوات في "إطار من البطش والاستكبار"، تتوالى على أقطار أمتنا، وكانت بدايتها من قبل البرتغاليين "الذين وصلت قواتهم الغازية إلى جزيرة العرب ذاتها"، يعرض الكاتب سبب أطماع العالم الغربي الذي يسيطر عليه الفكر الصهيوني، في الاستيلاء على أرض فلسطين وبناء وطن قومي لليهود عليها.
تتعدد القضايا التي تبحثها هذه المقالات، وكأمثلة على ذلك: في مقال "القضية": ما تُوقع وما لم يُتوقع"، يعلّق الكاتب على نجاح حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، فيقول أن ما كان متوقعاً هو وقوف "زعماء الكيان الصهيوني ضد اختيار الشعب الفلسطيني الحر"، أما ما لم يكن متوقعاً فهو "أن يقف زعماء العرب موقف المتخاذل مما ارتكب، وما زال يرتكب، من جرائم فظيعة بحق الشعب الفلسطيني"، وفي مقال "عن العراق مرة أخرى" يقول: "أميركا لا تقوم بواجباتها نحو الشعب العراقي نتيجة ما حدث له منها من ضرر ومعاناة. بل أنها تجعل الأمور أسوأ مما كانت عليه"، وفي "من أي جرح نئن؟" يضع الكاتب يده على جراح جسد الأمة العربية: "من جراح لبنان المستجدة، وجراح فلسطين المزمنة، وجراح العراق النازفة".
وفي "لماذا تدعم أميركا الصهاينة؟"، يشير الكاتب إلى أهمية وسائل الإعلام الصهيوني الذي تمكّن بمساعدة الإعلام في أميركا من "قلب الحقائق بحيث بدا وكأن الدولة الصهيونية دولة ضعيفة لا تريد إلا السلام في حين أنها في الواقع دولة عدوانية عنصرية.."، ولا يغفل الكاتب عن تعريف "أم البلاوي الكبرى"، بقادة أميركا الذين لم تقتصر بلاويهم على "العرب والمسلمين، وإن كانوا أكثر المصابين بها، بل إنها شملت أمم العالم كلها بنسب متفاوتة"، "فهل ينجح العالم في اليقظة من سباته؟"، وهل يدرك القادة العرب حجم الاستهداف الذي تتعرض له أمتهم وشعوبهم وأوطانهم؟.