حرب القديسين (أو حرب الأوهام)
تأليف
جورجي أمادو
(تأليف)
تدور أحداث هذه الحكاية للروائي البرازيلي الكبير، في مدينة باهيا التي ولد فيها، وكتب عنها وفيها الكثير، "إن باهيا جميع القديسين هي باب العالم كما هو معروف. في امتدادها تقع مجتمعة موانئ ومراسي البرازيل الرحبة كلها، ويبقى هناك مكان لأساطير العالم كلها"، هي عبارة عن "قطيع من الجزر، وكل ...واحدة أكثر إمتاعا وإبهارا، ترعى في بحر الحلم هذا".
يقول الكاتب عن روايته هذه "إن أهمية التاريخ هي أهمية نسبية، ولكن، هنا، يستحق الأمر معرفة أن كل شيء قد حدث في زمن قصير مدته ثمان وأربعون ساعة، ولكنه طويل بالحياة التي واكبته، وذلك في أواخر الستينات أو في أوائل السبعينات".
تبدأ الرواية بإبحار المركب الشراعي وعلى متنه تمثال القديسة بربارة الملّقبة بأم الرعد، ليتم عرضه في معرض رسمي للفن الديني في العاصمة، إذ "عند المغيب الذي هبط على الأشرعة المرفوعة، انطلق المركب بالقديسة، وعلى الدفة، ابتسم الربّان مانويل للمحترم وللأخت الطيبة: لا تقلقا، فالقديسة بربارة لا تتعرض للخطر".
بعدها، وعلى عكس ما توقّع الربّان، يأخذ الروائي القارئ في رحلة غير متوقعة تتسارع فيها الأحداث المشوقة والحركة والإثارة، تتبعاً لوقائع الاختفاء الغامض لتمثال القديسة وملاحقة آثاره وتنقلاته. رحلة غامضة إلى عالم خاص ومتحّول المقاييس والقيم، فـ"في زمن الدكتاتورية العسكرية والتهديد والإذلال، من الذي يحترم كاردينالا وإن كان صاحب نيافة"، وسيتمّ له فيها التعرّف على حياة شعب بمختلف أجناسه ووظائفه من المتدينين ورجال الدين ونسائه إلى الفنانين، ومن فتيات الهوى إلى الشباب والعاملين، ومن أعضاء المافيا إلى رجال الشرطة والأمن، وإلى أفراد عصابة سرقة الكنائس. عالم يقوده ويسيطر عليه الإفراط في الشغف بجميع أنواعه، ولا يتخلى فيه أهله، رغم كل ذلك، عن أحلامهم وآمالهم.
سيستمتع القارئ بأحداث هذه الرواية وحبكتها المدروسة، ممهورة بأسلوب الروائي البرازيلي الواضح والشيق والوجداني الصريح، وبحنكته ومعرفته العميقة ورغبته الصادقة في نقل هموم شعبه ومشاكله وتناقضات ممارساته، كما طموحه وآماله وأحلامههذه هي الحكاية الصغيرة، عن أدالجيزا ومانيلا وبعض سليلي عشق الإسباني فرنسيسكو روميرو بيريز إي بيريز، مع أندريزا دا أنونسياساو، الرائعة أندريزا بنت يانسان، الخلاسية الفاحمة. وفيها توصف، لكي تخدم مثالاً يحتذى، وإنذاراً، أحداث هي بلا شك غير متوقعة، وفضولية، وقعت في مدينة باهيا-وفي أي مكان آخر لا يمكنها أن تقع.
إن أهمية التأريخ هي أهمية نسبية ولكن، هنا، يستحق الأمر معرفة أن كل شيء قد حدث في زمن قصير مدته ثمان وأربعون ساعة، ولكنه طويل بالحياة التي واكبته، وذلك في أواخر الستينات أو في أوائل السبعينات تقريباً. لم يتم التفتيش عن تفسير لها، لأن الحكاية تروى ولا تفسر.
إنه مشروع رواية أعلن عنه منذ حوالى العشرين عاماً، وتحت عنوان حرب القديسين، ولكن، فقد الآن، في صيف وخريف 1987، وفي ربيع وصيف 1988 في باريس وضعت الهيكل على الورقة. وبينما أكتبها، تمتعت، فإذا تمتع بقراءتها أحد أكثر مني، فسأكون سعيداً بذلك.