المروحة في الثقافة الصينية
تأليف
زوو يوكي
(تأليف)
كانت ثقافة المروحة صرحاً مقدساً وبستاناً جميلاً في عالم الثقافة الصينية القديمة. فقد عبرّت عن أبعد حدود المثالية في الثقافة، وجمعت تطلعات المثقفين في تحقيق قيم الحق والخير والجمال، بل وأظهرت الكثير من المشاهد الجذابة لمختلف أوجه الحياة الاجتماعية".
في طباعة أنيقة وصفحات ملوّنة ورسومات جميلة ومعبّرة تخدم الموضوع، وتزيد ...من رونقه ومن متعة قراءته، خرج هذا الكتاب المميز والنادر الذي يبحث في كل ما يتعلق بتاريخ المروحة الصينية في تطورها إلى هذا الشكل الجميل الجذاب، والذي يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام"، وفي مفهوم ثقافة المروحة التي تعدّ "فرعاً هاماً من فروع ثقافة الأدوات الصينية، فتعود أصولها إلى الحياة اليومية بل وتتعداها، وحيث كان اختراعها وتطورها استجابة لمتطلبات الحياة الصينية". قد يتفاجئ القارئ بالأهمية التي احتلتها ولا تزال تحتلها، المروحة الصينية المميزة بجمالها ودقة رسومها وتناسق ألوانها. فبداية استخدمت المروحة للوقاية من أشعة الشمس والتهوية وكمنشفة وكأداة للتظليل ولتزكية النار. استخدمتها المرأة لإبراز دلالها، والمريض لإخفاء وجهه، والفتيات الصغيرات كي يعبّرن عن خجلهن. ثم دخلت أوساط المثقفين، ليصبح لها "خصائص فنية وأدبية، فقد امتزجت بفنون المسرح، والعروض الشعبية والمجال العسكري ورياضة الوو شو والتلفزيون والطب والرقص والمراسم والشعر والغناء ألخ.. حتى أضحت تشكّل لغة ثقافية ذات مغزى عميق".
في فصول متعددة، يوضح الكتاب ثقافة المروحة وبداياتها في الحياة اليومية العملية، ويفصّل موضوعات الأعمال الفنية المتميزة في الرسم والخط على غشائها، ومن بينها المناظر الطبيعية والمرأة وصور للعادات والتقاليد وغيرها، ومنها أعمال لكبار الفنانين "التي كانت سبباً في تطور وازدهار المراوح المرسومة والمكتوبة ورواج سوق المراوح في المتاجر والمتاحف". أيضاً، يشرح تأثيرها في الأعمال الأدبية الكبرى، وبين جمهور المثقفين، وفي فن النحت وفنون الشعر والغناء والرقص والأوبرا، وفي الأفراح والأحزان ورياضة الوو شو، بالإضافة إلى فن التمتع فيها كقيمة فنية جمالية بحد ذاتها، وكرمز للحب والرومانسية. يجد القارئ في الكتاب أيضاً، صوراً للمراوح الشهيرة وأهم صنّاعها، كما يجد مجموعة من الأقوال والألغاز والأمثال والمأثورات العديدة وحكايا الأساطير التي دارت حول المروحة، و يتعلم كيفية العناية بها ورعايتها.