سعد صالح الضوء والظل ؛ الوسطية والفرصة الضائعة
تأليف
عبد الحسين شعبان
(تأليف)
أحد الأهداف الأساسية لهذا الكتاب، كما يقول مؤلفه هو التوصل إلى معرفة "دور سعد صالح وما قدّمه وما بذله فيما أوكل إليه من مهمات أو ما بادر هو شخصياً إليها"، و"تسليط الضوء حول شخصية ريادية متميزة" فكرياً وسياسياً، والتي ساهمت مع غيرها من الشخصيات العروبية في "تراكم الوعي الثقافي ...والنزعات الاستقلالية"، وذلك انطلاقا من إعادة "المراجعة الفكرية للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في مطلع القرن العشرين..".
"تخرّج سعد صالح جريو من المدرسة النجفية لا من سوح نضالها ومصهر رجالها وحسب، بل من منابرها الثقافية وحلقاتها الأدبية ومحافلها الشعرية"، وقد "نشأ في إطار الضمير النجفي الثائر، للأسرة والمجتمع والمدينة.."، و"اطّلع فيما بعد على الثقافة الحديثة مزاوجاً إياها بثقافته الدينية والفقهية، لا سيما برافد حقوقي وقانوني"، كما بالسياسة وعلم الإدارة، اللذان تمّيز بهما في إطار مخزونه الأدبي والثقافي، مثلما هو مخزونه الديني والفقهي، حيث كان عامل رفد له في إطار تطّلعه العصري الحديث ورؤيته التقدمية للثقافة".
يقسم محتوى الدراسة إلى ثمانية فصول، ويعكس الفصل الأول "النجف.. والفرصة الواعدة"، البيئة الثقافية والفكرية والسياسية والدينية التي نشأ فيها سعد صالح. أما الفصل الثاني، "العراق والفرصة الحالمة"، فيتحدث عن انتقاله من النجف إلى العراق، ودخوله المعترك الوطني والاجتماعي والإداري.
يبحث فصل "الفرصة الوطنية "أهلك وطنك"، في خصال ومزايا شخصية سعد صالح الوطنية والإنسانية. أما دوره الأدبي فيقوم الفصل الرابع ببلورة أهميته، فيتناول "أسلوبه المتميز وفرادته ووسطيته في ظل عواصف التطرف والاحتدام..". خُصص الفصل الخامس لإبراز مسألة الإبداع عنده، من خلال دراسة أسلوبه الشعري وصوره الجمالية، كما دراسة قصيدته الشهيرة "الأشباح" كمثال على ذلك.
"الفرصة الشخصية"، هو فصل يقرأ سماته ومؤهلاته الفكرية والسياسية في إطار قراءته للمرحلة التاريخية. أما الفصل السابع "صداقات ومدارات" فيُبرز جوهر علاقاته مع أبرز سياسيي ومثقفي عصره كالجادرجي، والجواهري، وصالح جبر، وأحمد الصافي، وعبد الكريم الأزري. ويستعيد الفصل الأخير "المواطنة والفرصة الضائعة"، بعض المواضيع التاريخية، ويعرض رأي سعد صالح بمفاهيم كالمواطنة والهوية والخلفية الفكرية.
تشمل هذه الدراسة التوثيقية الهامة التي قام بها الأكاديمي والمفكر العراقي مؤلف هذا الكتاب، عدة ملاحق تفيد القارئ وتساهم في بلورة الأهمية السياسية والثقافية لسعد صالح، اشتملت على قصيدته "الأشباح"، وعلى نص نثري بعنوان "السفينة الذهبية"، وعلى رسالة شخصية له بعثها إلى ماجد الزئبق وعقيلته، ومن ثم على خطاب حول المعاهدة التركية-العراقية، وأخيراً على بيان لحزب الأحرار بصفته رئيسه، يندد به بمعاهدة بورتسموث التي أرادت تنظّيم العلاقات بين بريطانيا والعراق، والتي كانت تحتوي بمعظمها على بنود جائرة بحق العراق.