إصلاح الأمم المتحدة في ضوء المسيرة المتعثرة للتنظيم الدولي
تأليف
حسن نافعة
(تأليف)
"من الطبيعي أن يختلف أداء المنظمة في كل مرحلة من مراحل تطور النظام الدولي"، فالوضع الدولي والتحالفات التي فرضتها ضرورات الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى نشأة هذه المنظمة الدولية، تغيرت وتغير معها أداء هذه المنظمة التي اضطرت إلى التأقلم في كل مرة مع التحولات الدولية، وكان لها القدرة ...على تطوير أساليبها والتكيّف مع الأوضاع الجديدة التي يفرضها إرساء نظام عالمي جديد، "دون أن تضطر لإدخال تعديلات جوهرية على ميثاقها". لكن وفي ظل النظام الدولي الراهن، حيث أصبح للعالم قطب وحيد تمثله السياسة الأميركية المتطرفة والتي تخفي "طموحات بالهيمنة المنفردة على العالم، وهو ما يتناقض في جوهره مع فلسفة الأمن الجماعي التي يقوم عليها الميثاق"، مما يجعل أداء منظمة الأمم المتحدة أكثر صعوبة، وقد لا تتمكن من لعبه "إلا بعد إجراء إصلاحات جذرية قد تتطلب مراجعة شاملة للميثاق نفسه".
يُعنى هذا الكتاب بطرح جميع جوانب هذا الموضوع الهام، ويقدّم كاتبه الدكتور المحلل السياسي أمين عام منتدى الفكر العربي، دراسة موضوعية هادفة "كي يلّم القارئ بطبيعة التحديات الراهنة في النظام الدولي، وطبيعة الإصلاحات المطلوبة لمواجهتها، وعليه أن يدركها في سياقها التاريخي، أي في ضوء المعضلات العامة التي واجهت وما تزال تواجه تنظيم المجتمع الدولي".
وللإحاطة بهذا الموضوع الدقيق والشامل، يبدأ الكاتب دراسته بفصل تمهيدي حول مسيرة التنظيم الدولي قبل الأمم المتحدة، ويتضمن إنجازات القرن التاسع عشر في هذا المجال، وتجربة "عصبة الأمم". ويقسّم محتواها إلى أبواب ثلاث، طارحاً في الباب الأول الظروف العالمية التي أدت إلى النشأة الديناميكية للمنظمة، والتحالفات الدولية التي أقيمت حينها وتلك التي أدت إلى التوافق على ميثاق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التحولات التي طرأت على الأمم المتحدة في زمن الحرب الباردة. في الباب الثاني، يطّلع القارئ على أوضاع المنظمة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، والنمط الجديد التي اُضطرت إلى انتهاجه في إدارة الأزمات بعد احتلال الكويت، كما على المأزق الفعلي التي وجدت نفسها تتخبط فيه، إذ أي أمن جماعي يمكنه الاستتباب في نظام دولي ذو قطب واحد؟ وأي حقوق للإنسان يمكن تحقيقها، في زمن باتت هذه الحقوق ذريعة للتدخل في حرمات الدول الأخرى، بهدف الهيمنة المطلقة. يقدّم المحلل في الباب الثالث، رؤية سياسية، تشّخص العلل وتقترح العلاجات الممكنة، وتضع أسسا لإصلاح الأمم المتحدة تفرّق بين الواقع والطموح، ومتطلبات التنظيم الدولي في زمن العولمة، وترسم آفاقا له بعد انهيار مشروع الهيمنة المنفردة.
يخلص هذا الكتاب المليء بالمعلومات القيّمة والتحاليل المنطقية والأسلوب الواضح السلس، إلى "أن النظام الدولي بدأ يدخل مرحلة جديدة أكثر قابلية للدفع بقضية إصلاح التنظيم الدولي عموما، والأمم المتحدة على وجه الخصوص"."من الطبيعي أن يختلف أداء المنظمة في كل مرحلة من مراحل تطور النظام الدولي"، فالوضع الدولي والتحالفات التي فرضتها ضرورات الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى نشأة هذه المنظمة الدولية، تغيرت وتغير معها أداء هذه المنظمة التي اضطرت إلى التأقلم في كل مرة مع التحولات الدولية، وكان لها القدرة على تطوير أساليبها والتكيّف مع الأوضاع الجديدة التي يفرضها إرساء نظام عالمي جديد، "دون أن تضطر لإدخال تعديلات جوهرية على ميثاقها". لكن وفي ظل النظام الدولي الراهن، حيث أصبح للعالم قطب وحيد تمثله السياسة الأميركية المتطرفة والتي تخفي "طموحات بالهيمنة المنفردة على العالم، وهو ما يتناقض في جوهره مع فلسفة الأمن الجماعي التي يقوم عليها الميثاق"، مما يجعل أداء منظمة الأمم المتحدة أكثر صعوبة، وقد لا تتمكن من لعبه "إلا بعد إجراء إصلاحات جذرية قد تتطلب مراجعة شاملة للميثاق نفسه".
يُعنى هذا الكتاب بطرح جميع جوانب هذا الموضوع الهام، ويقدّم كاتبه الدكتور المحلل السياسي أمين عام منتدى الفكر العربي، دراسة موضوعية هادفة "كي يلّم القارئ بطبيعة التحديات الراهنة في النظام الدولي، وطبيعة الإصلاحات المطلوبة لمواجهتها، وعليه أن يدركها في سياقها التاريخي، أي في ضوء المعضلات العامة التي واجهت وما تزال تواجه تنظيم المجتمع الدولي".
وللإحاطة بهذا الموضوع الدقيق والشامل، يبدأ الكاتب دراسته بفصل تمهيدي حول مسيرة التنظيم الدولي قبل الأمم المتحدة، ويتضمن إنجازات القرن التاسع عشر في هذا المجال، وتجربة "عصبة الأمم". ويقسّم محتواها إلى أبواب ثلاث، طارحاً في الباب الأول الظروف العالمية التي أدت إلى النشأة الديناميكية للمنظمة، والتحالفات الدولية التي أقيمت حينها وتلك التي أدت إلى التوافق على ميثاق الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التحولات التي طرأت على الأمم المتحدة في زمن الحرب الباردة. في الباب الثاني، يطّلع القارئ على أوضاع المنظمة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، والنمط الجديد التي اُضطرت إلى انتهاجه في إدارة الأزمات بعد احتلال الكويت، كما على المأزق الفعلي التي وجدت نفسها تتخبط فيه، إذ أي أمن جماعي يمكنه الاستتباب في نظام دولي ذو قطب واحد؟ وأي حقوق للإنسان يمكن تحقيقها، في زمن باتت هذه الحقوق ذريعة للتدخل في حرمات الدول الأخرى، بهدف الهيمنة المطلقة. يقدّم المحلل في الباب الثالث، رؤية سياسية، تشّخص العلل وتقترح العلاجات الممكنة، وتضع أسسا لإصلاح الأمم المتحدة تفرّق بين الواقع والطموح، ومتطلبات التنظيم الدولي في زمن العولمة، وترسم آفاقا له بعد انهيار مشروع الهيمنة المنفردة.
يخلص هذا الكتاب المليء بالمعلومات القيّمة والتحاليل المنطقية والأسلوب الواضح السلس، إلى "أن النظام الدولي بدأ يدخل مرحلة جديدة أكثر قابلية للدفع بقضية إصلاح التنظيم الدولي عموما، والأمم المتحدة على وجه الخصوص".