ابحث عن نص في الكتاب ليونيل مسي
إيقاظ الموتى
نبذة عن الرواية
في ستوكهولم، "حيث أقيم حالياً"، "أدعى غريب، وأنا لا أحتاج لذكر اسمي لكثرة ما يخمنه صحيحاً أولئك الذين يصادفونني عرضاً في الشارع، في العمل، وفي مؤتمرات الطاقة التي شاركت فيها، يقولون دائماً: أنت غريب،..". في هذه المجموعة القصصية المتينة التركيب اللغوي والصوري، للكاتب السعودي، سيحتار القارئ إن كانت هذه اللغة ...المعبرّة هي التي تتحكّم بكاتبها، أم أنه هو الذي يتحكّم بها. في تناسق تام وواضح، ينصهر الكاتب واللغة البليغة التأثير بقوة إيجازها، وبقدرتها على الانسياب على خطين متلازمين، أحدهما خارجياً يسير في سياق يأخذ حدّه الشكلي اللازم لسرد الحدث، والآخر داخلي يجول في أعماق تفاعلات الذات ويجمع حصادها، لتظهر هذه القصص القصيرة والمشهديات في حلة نهائية فيها من المضمون صدقه ومغزاه وحكمته، وفيها من الشكل سحره الخاص المتضمن جمال اللغة ولمعان وميض هذا الداخل الخاص والمميز. في هذه القصص التي يوزعها الروائي على قسمين "ورق جدران"، و"أشياء بخلاف الحديث عن الطقس، تصلح لبدء محادثة!"، تشريح جدي ومحدد وصارم، يقوم به الكاتب بإصرار وشجاعة تثيران الإعجاب لـ "طبيعة الحياة في هذه المدينة" التي "تجعل من الموت اليومي المتكرر أمراً شائعاً بل ومستحباً". لقد انصرف "لكتابة سير هؤلاء الأكثر موتاً من غيرهم من سكان مدينتنا"، التي يراها كـ "قبر قديم ومهمل، يغطيه الغبار والحكايات القديمة والفتاوى". على ماذا تتوقف الحياة في الظاهر المكرر المعاش، وما هو اليومي فيها؟: "كل ما سيفعله اليوم هو أن يدخن في الصباح، يقرأ جريدة الرياض، يسمع أغنيتين، يحزن، يصلي ويأكل ويغني، ثم يموت في المساء". مواضيع متعددة يتطرق إليها الكاتب. يتحدث عن الأصدقاء: "أصدقائي هم الضباب الذي أشمه خلف النافذة ولا أراه."، وحين يكون في المقهى، "حيث ذهب الأصدقاء. حملوا كؤوسهم وذهبوا، بقيت أضيف السكر إلى الفنجان المر وسط الطاولة. "تعرفت على الكثير من الأصدقاء على هذه الطاولة، وعندما كانوا يحملون كؤوسهم وفكرتي المختصرة عن العالم، كنت أبقى مع فنجاني وأتذوقه، أقول لنفسي إن مرارته لا تحتمل وأنه بحاجة إلى المزيد من السكر". يصف ظاهرة السفر الملفتة في حجمها: "المطار سيختصر أيضاً. سيغلق بعد أن سافر الجميع. عرفت هذا اليوم من المتبقين المعدودين جداً في المدينة. الواقفون طويلاً خلف نوافذهم. بانتظار أن يتمكنوا من الطيران"، والرياض هي هذه المدينة التي تفرّغ من أهلها، أما هو: "أنا شاهد على سفرهم فقط"، يراقبه حتى بات للسفر رائحة: "أشم رائحة سفر، ورائحة مغرية تركتها الحبيبة في الفراش. قبل أن تغادر، صباح السبت أيضاً، إلى كندا في بعثة دراسية". يدين الأفكار المسبقة وتطبيق الأفعال الجاهزة بحزم وقوة، ويبرز خطرها وفداحة أغلاطها: "كنت خائفاً ومتوتراً وضعيف التفكير بشكل كامل، إلى درجة لم أفكر لحظة أن جاري، الذي قتلته الآن لأنه يخبئ مسدساً تحت قبعته ويخطط لقتلي، لم يرتد قبعة مرة واحدة في حياته". أما تحت "لمبة النيون التي صارت مسجداً"، يصلي إلى ربه: "آمنت بعدلك، فزرني تحت اللمبة الوامضة، معي في الحقيبة حياة كاملة بحاجة إلى إصلاح وتهيئة، بحاجة إلى تدخلك. يا رب!"، "إنني أعرف أنك موجود، وأنك عظيم وشاهق، وأنك رائع لأنك لا تشعر بالوحدة ولا تحتاج إلى أصدقاء..". في هذا الكتاب، قصص معبّرة ويوميات حقيقية ومؤثرة، لا بد من قراءتها كما كان لا بد للروائي من كتابتها، دون إضاعة الوقت، لأن ملاحقة الحكايات "تصبح مع الوقت أمراً صعباً ومستحيلاً"..عن الطبعة
- نشر سنة 2009
- 78 صفحة
- [ردمك 13] 9786140206175
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
rima ghanem
مرحبا
كيف بإمكاني الحصول على الكتاب إلكترونيا
؟؟