حرائق امرأة
نبذة عن الرواية
هل ما يكون عليه الناس من أحوال بمختلف ألوانهم، وبلدانهم، وظروفهم، هو من صنعهم، أم من صنع القدر؟ ولماذا ينقسم الناس ما بين قوي وضعيف، خير وشرير، مستكين وثائر؟ أن يؤمن الإنسان بنفسه على أنه القيمة الأسمى في هذا الوجود وأن بإمكانه التغيير هو ما أرادت الكاتبة "ماري رشّو" ...أن تقوله في روايتها الرائعة "حرائق امرأة" التي أرادت أن تحكي قصة هؤلاء المعذبين في الأرض -المشردين– الذين لا مأوى لهم، كيف يعيشون، كيف يتابعون حياتهم وهل بإمكانهم تجاوز ما هم عليه، بأسلوب سردي مشوق يطغى عليه التحليل النفسي والاجتماعي لشخصية بطلة الرواية "تاندرا" الأميركية، التي لا ذنب لها سوى أنها ولدت في أسرة لامبالية –وفقيرة في آن معاً– تُلقي الكاتبة الضوء على حياة هذه المرأة التي تبحث عن حريتها. ولكنها لم تحسن استعمال هذه الحرية فكانت النتيجة ابنة لقيطة "دانييل" لا تعرف لها أباً. تتوالى الأحداث في الرواية إلى أن تلتقي برجل ثري قرر الزواج بها فقط لأنها تشبه امرأة يعرفها، فتلد له ابناً "داني" الذي غيّر حياتها، وأصبح الرجل يغدق عليها بكرمه، فأصبحت رهينة له، ربة منزل، وأم حنون. لكن توق المرأة إلى الحرية وإلى إثبات ذاتها غيّر في المعادلة، فأصبحت أنانية زوجها تزعجها، فتقرّر الخروج من المنزل والعمل، ولكن الزوج يرفض، ويذكرها بماضيها، وبأنها امرأة ساقطة، متسكعة خلف البارات، أم للقيطة، امرأة بلا وجود، فتستنتج "كنت في نظره حشرة قذرة وأنني الآن في شوق لتلك الحياة". هل تستطيع هذه المرأة أن تنهض من ضعفها وتجد مكاناً لها آخر في هذه الحياة؟ تقول: "سأغادر كل شيء، حياتي وماضيّ وعالمي، سأنسى من أنا، سأتحرك كامرأة لا تمتُّ لأحد بصلة، امرأة تقذف بالأمس إلى غير رجعة، وعليّ من أجل هذا بتر كل ما له علاقة بالحياة، كل ما له ذكرى، كما يفعل الموت، كما يضع نهاية، كما يترك الآخرين في حيرة أو في يقين". تتوالى الأحداث في الرواية إلى أن تلتقي "بسيف" الثري العربي، الوحيد الذي عاملها باحترام، علمها معنى العطاء والفرح وبأنها مختلفة عن الباقيات، ولكن شيء ما داخلها، يثير رفضها لواقعها، ويدفعها للهرب مرة أخرى منه إلى أن تصل إلى باص للمشردين، تصفهم بطلة الرواية "بأنهم يقفزون خلف خط الحياة، إلى حياة أخرى، وقد خلعوا عن نفوسهم وأجسادهم كل ما يتعلق بالماضي، يتلذذون بالتشرد والضياع تاركين همومهم في مكان ما من هذا العالم". فتحولت المرأة إلى جزء من هذا العالم، ولكن كلمات سيف الثري العربي كانت تقض مضجعها: "بقيت على الشاطئ حتى الصباح، كنت أبكي كلما استعدت كلمات سيف، فليس كل المشردين اتكاليين، ولو تبدلت حياتي لما كنت هنا، ولو تغيرت ظروفي لتغيرت حياتي، ورحت أراقب جميع من حولي، وهم يعبرون الشاطئ، يتراكضون ويتضاحكون كأنهم نسوا أمسهم وماضيهم، وازددت إيماناً بأن الإنسان لا يختلف إلا بما يمنح أو يحقق له، أو بما يتاح له أن يحققه". رواية مؤثرة، تغيّر من نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان، وتنبه الكثير منا إلى أن هناك أناس منسيين، ولكنهم لا يختلفون عن الآخرين، فما يجمع البشر ويوحدهم في هذا العالم، هو مقدار ما يحمل كل واحد من خير في داخله قبل أي شيء آخر.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2009
- 143 صفحة
- [ردمك 13] 9786144216460
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
24 مشاركة