دوامة الدم ؛ الطائفية وبناء الوطن في لبنان
تأليف
حنا زيادة
(تأليف)
هل يستطيع اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم تجاوز المحن التي عصفت بهم في تاريخهم القديم والحديث، ويبنوا دولة قوية، هل تتراجع النخب المحلية عن نظرتها التقليدية إلى الوطن – الدولة، وتقبل ببلادها كدولة متعددة القوميات والثقافات، وهل صحيح أن التعددية الثقافية في لبنان أقرب إلى ساحة حرب منها إلى أرض ...خصبة للإبداع والتنوع؟
ما يريد أن يقوله "حنّا زيادة" في كتابه المثير للجدل "دوّامة الدمّ" أن تعدد القوميات هي القاعدة وليست الاستثناء في الأسرة الدولية "هي درب إذا ما سلكه اللبنانيون حتى النهاية، استطاعوا أن يتحرروا من مهمة مستحيلة لطخت صفحات تاريخهم الحديث بالحروب، ليكبّوا على مهمة أكثر أماناً وفائدة، عوضاً من أن يبددوا طاقاتهم في صنع هوية واحدة حصرية لا توحي بالولاء، والأهم في هذا السياق من تاريخ لبنان الحديث تعزيز المؤسسات الديمقراطية وإصلاحها...".
هذا الكتاب هو عبارة عن تقييم نقدي من قبل الباحث حنّا زيادة لمعرفة ما إذا تطوّر لبنان وتحول إلى دولة –وطن تعاقدية، ترتكز على نظام تمثيلي توافقي اجتماعي بين الطوائف، وهوية وطنية توفيقية مصاغة دستورياً من خلال النصوص الدستورية و"الميثاقية" التي تعترف بمركزية الطائفة وما إذا كان النقاش الدستوري سوف يؤدي إلى صياغة اتفاق وطني حول هوية لبنان.
يهدف هذا الكتاب إلى دراسة السياسات المعتمدة من قبل النخب الطائفية وتحليل بعض خطاباتهم الأيديولوجية وهم يتصارعون على الدولة وهويتها الوطنية والعملية الدستورية في ضوء إعادة النظر في العلاقات ما بين الدولة والطائفة أي أنه يدرس الكيفية التي يحاول من خلالها اللبنانيين التكيّف ومفهومي الهوية الطائفية والمجتمع الوطني، أي تقديم التضامن والولاء للطائفة وللوطن.
كتاب هام ودراسة نقدية وموضوعية لتاريخ لبنان القديم والحديث يقدم رؤية جديدة في إعادة بناء الوطن–الدولة على أساس احترام الدستور والشراكة في الوطن الأم.