(أعظم سعادة قد يعرفها الإنسان هي أن يقهر أعداءة ويقودهم أمامه. وأن يمتطي جيادهم، ويستولي على ممتلكاتهم، وأن يشاهد وجوه أولئك الذين كانوا عزيزين عليهم تتبلل بالدموع، وأن يحتضن زوجاتهم وبناتهم بين ذراعيه) لجنكيز خان
المغول شعب لا يرضى العيش في مكان واحد الترحال الدائم هو الحال الطبيعي لهم للبحث عن المراعي للقطعان .. .. غذاؤهم الرئيسي اللحم وشرب الدماء المخلوطة بالحليب .. .. قذرين بكل ما تحمل الكلمة من معنى (آسفة لقول هذا) .. .. يعشقون البرد، هم في أفضل حالاتهم ويقاتلون بفعالية أكثر في مثل هذا الجو .. .. شعب متعطش للقتال لا يشعرون بالاستقرار إلا في ساحة القتال .. .. الألم لا يوجد في قاموسهم بل من الممكن أن يكون إحساس ضروري لاستمرار حياتهم .. .. الذهب، الحرير والمجوهرات ...إلخ لا تعني لهم شيئاً، وحدها الجياد قادرة على إثارتهم وشد انتباههم .. .. سلاحهم المفضَّل القوس والسهم .. .. عندما يغزون أرضاً ويرحلون يتركون خلفهم الموت والخراب .. .. شعب متعطش دائماً للدماء
عظام على الهضاب .. .. يحكي لنا "كون أيغلدن" في هذا الجزء عن جنكيز خان وهو في عز مجده بعد أن صنع رجالاً لا يهابون الموت متعطشين للقتال والدماء أرسلهم في جهات مختلفة لجمع المعلومات واكتشاف أراضي جديدة .. .. قُتل مستطلعون ثَمَّ إرسالهم غرباً لأسيا الوسطى الإسلامية فوجد جنكيز خان أن الوقت قد حان لممارسة هوايته "الثأر" فجمع جيشه وانطلق لقتال جيش الشاه علاء الدين محمد الذي يفوقه بثلاثة أضعاف، ولكن هيهات هزم جنكيز خان الجيش، وعندما قام الشاه بارتكاب غلطة شنيعة أخرى بأن هرب من المعركة وهجم على مخيم عائلات المغول، كان مطاردة الشاه وأبناءه الشغل الشاغل للمغول، مات الشاه بالمرض أثناء المطاردة ونجح ابنه جلال الدين على تجميع جيش جديد للعودة للانتقام مجدداً منفذاً بذلك وصية والده ودارت معركة شديدة على ضفاف نهر السند انتصر فيها جنكيز خان مجدداً وهرب جلال الدين مهزوماً مرة أخرى
وفاة جنكيز خان في الرواية كانت على يد زوجته الثانية تشاهاكي (التي كانت هدية من والدها حاكم "كزي كزيا" إحدى مدن الصين عندما أعلن استسلامه لجنكيز خان) قتلته بطعنه في صدره عندما كان متجهاً لتدمير مدينتها بعد امتناعهم عن دفع الجزية مقابل الحفاظ عليهم أحياء .. ولكن الكاتب في نهاية الكتاب وضَّح أن طريقة موته غير محسومة بين طعنه من زوجته أو خلال المعركة ضد مدينة زوجته
لم يكن جنكيز خان يقاتل ليستولي على المدن ويحكمها ولكن الهدف كان دائماً انتقاماً شخصياً ولهذا عند ذكر المغول لن نجد حضارة معمارية لهم في التاريخ تخلدهم بل فقط ذكريات عن شعب "دموي" متوحش، وحدها الخيام في المراعي تشعرهم بالراحة
من طفل في عمر الثانية عشراً كافح مع عائلته ضد الجوع، الصقيع، التشرد إلى أسطورة اسمها "جنكيز خان" وحد قبائل المغول المتفرقة في أمه صغيرة، إلى إمبراطورية عظيمة اتسعت حدودها في جميه الإتجاهات
تستمر حكاية إمبراطورية المغول التي ستتسع حدودها أكثر ويستمر مجدها إلى حفيده كوبلاخان وهذا ما سيتحدث عنه "كون أيغلدن" في بقية الأجزاء التي لم تتم ترجمتها بعد