ظاهرة التكفير في المجتمع الإسلامي من منظور العلوم الاجتماعية للأديان
تأليف
عبد اللطيف الهرماسي
(تأليف)
يقدم الكاتب "عبد اللطيف الهرماسي" في كتابه الذي جاء تحت عنوان "ظاهرة التكفير في المجتمع الإسلامي" منظوره إلى ظاهرة التكفير في الإسلام من زاوية علم الاجتماع الديني، فأراد تفسير ظاهرة "الإسلام الجهادي" بخطابه التكفيري ونشاطه المسلح. وتساءل عن دلالة هذه العودة في القرن الواحد والعشرين، وأسبابها، فانطلق في دراسته ...لظاهرة التكفير بوصفها ظاهرة اجتماعية – تاريخية أي مقاربة التكفير كممارسة وإيديولوجية في الإطار الإسلامي.
تنطلق هذه الدراسة من الإطار الاجتماعي العام الذي أنتج ظاهرة التكفير كعنف أو عنف مضاد رمزي، يهيئ للعنف المادي ويشرّع له ويتجه نحو كل من يرفض الحقيقة المطلقة أو تأويل الجماعة المعنية للنص المقدس. في محاولة للمسك برهانات ودلالات الوصم بالكفر في الإسلام الأول والإسلام الكلاسيكي، وكذا التحولات التي طرأت على موضوعات الإيديولوجية التكفيرية في ضوء العلاقة المتوترة بين الإسلام والحداثة. أي أنه يطرح تساؤلاً حول ماهية مفاعيل الحداثة على نسق المصداقية الإسلامي؟ وهل يمكن افتراض وجود علاقة بينهما وبين إحياء النزعة التكفيرية وتفاقمها؟ يقول الكاتب: "برأينا أن التكفير شكل في المجتمع الإسلامي التقليدي تعبيراً في ذات الوقت عن مصداقية النسق الديني وعن مصاعبه، فبقدر ما كان نعت غير المسلمين بالكفر؛ فإنه يعكس قوة التماهي مع الإسلام؛ فإن التكفير المتبادل بين الفرق الإسلامية عكس حدة التناقضات التي شقت النسق...".
وأخيراً يضيء الكاتب على أنموذج ملموس لهذا الفكر من أدبيات الفصائل الأصولية الناشطة حالياً حول قضايا الجهاد والردة في الفكر التكفيري المعاصر "خطاب السلفية المقاتلة نموذجاً" فبحث في ماهية خطابها – إيديولوجيتها السياسية والدينية – تبريراتها لمواقفها. واعتمد الباحث هنا على عينة من خطاب أقطاب السلفية الجهادية "أبو حمزة البغدادي" عضو الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في نصه الذي حمل عنوان "لماذا نقاتل ونقاتل من؟" "يحدد أبو حمزة البغدادي غرضه في "إنارة كل مجاهد موحد يسعى إلى إعلاء كلمة الله في الأرض". وفيه دراسة مستفيضة من قبل الكاتب عبد اللطيف الهرماسي لنص أبو حمزة البغدادي الذي تطرق إلى ست قضايا هي: مقاصد الجهاد وأسباب قتال أهل الفتنة وإجماع الصحابة على قتال المرتدين والأحكام المستنبطة من هذا الإجماع وحكم طائفة الرافضة وحكم الديمقراطية ونواب البرلمانات وناخبيهم".
دراسة هامة ترمي إلى إيجاد نسق من التوافق بين ما هو عقلاني وما هو روحاني