نساء الريح
نبذة عن الرواية
تثير الروائية "رزان نعيم المغربي" في هذه الرواية قضية على غاية من الأهمية، وهي، عجز كثير من حكومات الدول العربية، وبلدان جنوب الأرض، عن تأمين فرص عمل لمواطنيها، نتيجة الحروب، وعدم جدوى السياسات الاقتصادية والاجتماعية عن تدارك سوء الأحوال المعيشية، مما يدفع مواطنو هذه البلدان بالبحث عن حلول سريعة، ...فلا يجدون ملاذاً إلا بالهجرة عن بلدانهم الأم "تصبح الهجرة أكثر إغراء لمن ينتظر في بلده أن تتغير ظروفه الاقتصادية أو السياسية، الهجرة هي هروب من مواجهة القدر في مكان واحد". وهكذا بأسلوب أدبي ونقدي على مستوى عالٍ من الرهافة والصدق والإحساس بالمسؤولية، تحيك الروائية "رزان نعيم المغربي" تجربة مجموعة من الأشخاص في رحلة البحث عن لقمة العيش. تقول الكاتبة على لسان أم فرح: "لها ولدين في بغداد، يعملان هناك دون أن يتما مرحلة الدراسة الجامعية لصعوبة الحياة، وعدم توفر الأمن، بينما زوجها خريج كلية الهندسة من جامعات إنكلترا حمل خبرته وأتى ومعهما فرح الشابة المراهقة، أخبرهم بعض الأصدقاء أن ليبيا بلد واسع كثير الخيرات، وأهلها كرماء وإدارتها متساهلة مع الغرباء. وقالوا إن كل من ذهب إليها وعاد ومعه ثروة كبيرة". فمن خلال بناء الكاتبة لتلك الشخصيات وفي سردها لمسارها وتنقلها وحركتها وما يعتري عالم الغربة من أحداث، تنقل إلينا صوراً واقعية تصور حال هؤلاء الضحايا الذين يقعون تحت وطأة مافيا الهجرة غير الشرعية "صعقت أم فرح وبدا الذعر واضحاً على ملامح وجهها: لا يمكن، هذه مقامرة، أنت تبيعين روحك لاثنتين من النساء اللواتي يعملن بالنصب، هل دفعت لهما المال؟ هل قابلت الرئيسة أم الوسيطة؟". هذه الرواية أكثر من رائعة وأكثر إنسانية وعمقاً، في كل فصل من فصولها حكاية يعتصرها الألم، يشعر من يقرأها أنه يذهب في رحلة طويلة لا رجوع منها، في كل محطة، تنقل إلينا الكاتبة حقيقة ومفاهيم وبنىً ذهنية مغلوطة بحاجة إلى المزيد من إعادة النظر تقول: "اكتشفت أن عالم الهجرة هو آلاف البشر الذاهبين إلى مصير مجهول في الحياة (...) مرة أراهم يشبهون أولئك الذين يفجرون أنفسهم كل يوم في بغداد وفلسطين، وهم على اعتقاد تام بأن ما ينتظرهم هو الشهادة فقط وليس الموت، ومرة ثانية أراهم ذاهبين نحو الموت انتحاراً، وأسأل نفسي: بأي قدر من الشجاعة والقوة يتحلون؟". وفي رحلة المجهول هذه لا تنسى الكاتبة أن تُعرج على عالم المرأة وأسراره الدفينة فخطت لنا حالات، جسدت فيها مفاهيم الصداقة - الحب - الخيانة - الزواج. سنكتشف معها عالماً مليء بالمفاجآت وبحراً من الأسرار استطاعت أن تخترقه وتكتب عنه تقول: "أغلب من عرفتهن كن قماشاً رديئاً جداً سرعان ما يتمزق عند أول ملامسة حقيقية، اعتدت أن أحتفظ لنفسي بما أعرفه، لم أكن شريرة، إنما أحاول دفع الشر قبل وقوعه، لهذا لا أسمح كثيراً بالاقتراب من قماشي حتى لا يتمزق. كانت لديّ صراحة تصل حد القسوة منحتني فرصة الابتعاد إلى المسافة التي أريد. كنت أشد حبلاً رقيقاً مغناطيسياً نحوهن، وفي اللحظة المناسبة أرخيه. بالتأكيد لم أسلم من ألسنتهن. ولم أهتم لهذا الأمر". إنها أكثر من رواية، إنها ملحمة، تجسد مأساة كثير من الناس، خصوصاً في عصرنا الراهن الذي اختلطت فيه المفاهيم والتيارات الفكرية ووصلت إلى مرحلة يتداخل فيها الديني مع الاجتماعي مع السياسي مع الاقتصادي وهنا نسأل؟ من المسؤول عن هذه الفوضى التي أصبحت نمطاً فكرياً في عالمنا المعاصر ومن هو المستفيد؟ هذا يعني أننا بحاجة إلى إعادة النظر في البنى التقليدية التي تحكمت في سير تطور مجتمعاتنا العربية، فالجميع مسؤول، الحكومات والأفراد، فهل الأمر بحاجة إلى ثورة من أجل التغيير؟ ولكن كيف؟ والجدير بالذكر أن هذه الرواية كانت ضمن أفضل ستة عشر رواية للجائزة العالمية للرواية العربية2011-البوكر.عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 191 صفحة
- [ردمك 13] 9786140201026
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
24 مشاركة