المصالح والمصائر صناعة الحياة المشتركة
تأليف
علي حرب
(تأليف)
في هذا الكتاب محاولة لمقاربة الأزمة العالمية الراهنة، بأسمائها المتعددة وصعدها المختلفة، عبر تناوله قضايا ومشكلات تتعلق بمفردات الوجود وعناوينه كالحداثة والديمقراطية، أو الأمن والحرية، أو الأصولية والهوية، أو الشراكة والتنمية، فضلاً عن مسألة باتت تحتل أولوية قصوى هي الحياة المشتركة: كيف تُصنع وتُبنى أو تُدار وتُساس؟ وهذا هو ...السؤال: كيف يُدار الشأن المشترك؟
يعتبر الكاتب أن الأزمة في عالمنا الحديث هي "أزمة مركبة ومتجددة، بقدر ما هي عالمية ومعولمة، كما تشهد الانهيارات المالية والكوارث البيئية والفظائع الإرهابية.
من هنا ما عادت تجدي إدارة الكوكب ومعالجة أزماته الدورية، بما هو سائد من العقليات والأنماط والنماذج والنظريات التي لا تحل أزمة أو تحقق مصلحة (...).
إن الرهان، وسط كل هذه المخاوف والمخاطر والكوارث المحدقة بالمصائر، هو كيف نصنع حياة سوية ومشتركة؟ كيف ندير مصلحة عمومية؟
قد يبدع الواحد قصيدة أو رواية أو نظرية أو عملاً فنياً، وقد يشنّ حرباً ظافرة، لكي يمارس نجوميته ونرجسيته وتألهه، وربما بربريته، ولكن المحك هو كيف نتدبر أمر العيش سوياً؟ كيف نخلق لغة مشتركة أو وسطاً للمداولة أو مساحة للمبادلة في هذا المجال أو ذاك؟
وذلك يحتاج إلى تغيير يطال الأفكار والأدوار والمهمات وصور الحياة وأساليب العيش وقواعد المعاملة، بحيث يجري تجاوز مقولات الأصل والصفاء والأحادية والقداسة والتأله والنخبة والبطولة والاحتكار والقوقعة والمعسكر... نحو مفاهيم جديدة كالوسيط، والاعتراف، والتعدد، والتهجين، والموجة، والنسبية، والحيوية، والشبكة، والمداولة، والشراكة، والقوة الناعمة... ويحتاج قبل ذلك إلى ممارسة التقى، بالتخلي عن ادعاءات التأله والقبض التي تحيل الشعارات والنصوص إلى أصنام تعبد، أو إلى أقانيم تقدس، أو إلى تنانين فكرية تولد الاستبداد والفساد أو تنتج التوحش والخراب. فنحن أدنى شأناً مما ندعي، من حيث علاقتنا بالمعنى والقيمة أو بالحقيقة والعدالة. مثل هذا الاعتراف يشكل شرطاً لقبول الآخر كشطر وجودي، والتعامل معه كشريك فاعل في إدارة المصالح وصنع المصائر، بقدر ما يفتح الإمكان لتشكيل مساحات مشتركة للتواصل المجتمعي والتبادل البشري.
هذا هو التحدي الكبير: كيف نجعل الحياة على الأرض وبين الناس أقل بؤساً وفقراً وأقل توتراً وعنفاً، لتكون أكثر أمناً ويسراً وأكثر تواصلاً وتضامناً، سواء على مستوى جماعة أو دولة، أو على مستوى المعمورة؟
يضم الكتاب بين دفتيه ثلاثة أقسام وخلاصة. وخاتمة على الشكل الآتي:
القسم الأول جاء بعنوان: الآفات والأعطال ويتضمن أربعة موضوعات:
الأول: تشريح العقل الأصولي داء الاصطفاء وفخ الاستثناء، الثاني: العودات المرعبة والنهايات الكارثية المفكرون: سباتهم وآفاتهم، الثالث: الثورات تأكل أبناءها وتصفي أعداءها، الرابع: الصدمة والكارثة.
أما القسم الثاني فجاء بعنوان: رهانات التحديث متضمناً لأربعة موضوعات: الأول: من الديموقراطية الموسمية إلى الديموقراطية اليومية، الثاني: الاجتهاد والنقد رهانات التحديث، الثالث: أزمة تحديث أم أزمة المفكر الحداثي؟، الرابع: العقلنة والشيطنة/التقى والزندقة.
ويأتي القسم الثالث ليبحث في: صناعة التنمية ويضم ثلاثة موضوعات:
الأول: الهويات الهجينة والوحدات المركبة حول إدارة التنوع، الثاني: التهجين/الاستحقاق/التوازن، الثالث: كي لا يلغي المؤمن المواطن.
يلي ذلك خلاصة بعنوان: التواضع/التوسط/التشابك وموضوعها التركيب البنّاء والتحويل الخلاق.
وأخيراً خاتمة بعنوان: أسئلة المصائر وتدور حول السؤال الجوهري للكتاب وهو: كيف يُدار الشأن المشترك؟