اقتباسات من رواية هموم القلب

إنها تقبل الحياة كما هي، ولا تحاول كارهة تطويعها لتكن كما تحب، فالحياة لا يمكن أن تكون طوع بنانها. إنها مستعدة للتخلي عما تحبه، وهذا أصعب شيء على الإطلاق. كلما عاشت وتعلمت ودرست أكثر، أصبحت أكثر تواضعاً.

وحين فكرت في الأمر، تذكرت كل ما قاله لها روبرت بارتلت أيضاً… ثقي بحدسك… حين تعرفين… اركضي، هوب، اركضي… اركضي بسرعة.

إنها لحظة من اللحظات الجميلة. يوم رائع، أمسية مثالية، الأشخاص الصحيحون، لحظة عزيزة، وإحساس بالولادة مجدداً.

حتى هوب نفسها كانت مدركة أنها علقت في الفخ. والأسوأ من ذلك، شعرت أنها عالقة في شبكة عنكبوت خبيثة. إنه العنكبوت ويتضح أكثر فأكثر أنها الضحية.

إنه يقتلها تدريجياً. لكنها لا تعرف ذلك بعد.

من المرعب رؤيته وهو ينتقل من مزاج إلى آخر معاكس تماماً. ينفجر غضباً مثل التنين في لحظة، ثم يجلس بهدوء في اللحظة الأخرى ويبتسم لها. لم تعد واثقة ما إذا كان هو المجنون أو هي

"لأن أعمالي مسألة خاصة في بعض الأحيان". وحتى لو كان عملاً، لأصرّ على الذهاب معها. لا يتركها أبداً تفعل أي شيء لوحدها. إنها مسألة سيطرة.

إذا عدت إليه من أجل جولة أخرى، كوني مستعدة للهروب، وأصغي عن كثب، وثقي بحدسك، وإذا حصل أي شيء يقلقك أو يخيفك، ثقي بنفسك واهربي. لا تنتظري لتوضيب حقيبتك

إنها مضطربة بعمق لدرجة أنها مستعدة لتخطي كل الحدود وتملك حاجة ماسة إلى الانقضاض على العالم بسبب ما حصل لها. لا أحد آمن منها.

وهذه هي طبيعة المريض الاجتماعي وضحيته. الدليل المربك والتناقض بين الشرّ والانتباه الفائق واللطافة والفتنة كلها تؤدي إلى شلّ الضحايا الذين يريدون أن يصدقوا أن الجزء الجيد هو الصحيح فيما الجزء السيئ هو مجرد خطأ.

ويتقلب أحياناً كثيراً جداً، وفجأة، بحيث ينتقل من السيئ إلى الجيد إلى السيئ إلى الجيد، ويبدأ رأسي بالدوران. حين تركت دبلن قبل أسبوع، كنت مرتبكة جداً ولم أعرف كيف أفكر. واستمر في القول لي إنني أصاب بالجنون. بدأت أصدقه

عرف بارتلت أن أسوأ شيء عند المرضى الاجتماعيين هو إقناع ضحاياهم بتدمير أنفسهم كي لا يضطروا إلى القيام بالعمل القذر بأنفسهم

"لإعطاء الشر حقه، يبدو بارعاً جداً في ما يفعله". لقد نجح في كسب تعاطفها لغاية الآن. إنه محتال.

الأمر الذي بدا غريباً لها. أصبح حقيراً جداً معها الآن في أغلب الأحيان، وحنوناً في أحيان أخرى. باتت تكره التحدث إليه لأنها لم تعد تعرف حقيقته. بعد ذلك يلومها على بدء الشجار، فيما تكون واثقة من أنه هو من بدأ.

حين طرحت السؤال، عرفت أن جوابه سيكون كذبة. لم تعد تستطيع تخيله وهو يقول الحقيقة. لقد دمّر كل شيء. كان مارك محقاً. فين هو كاذب مريض.

"كاذب مريض، حسبما يبدو. إذا حشرته، حتى لو عن غير قصد، قد لا يكون لطيفاً جداً"

إذا أراد التصرف بحماقة في هذه المسألة، تكون هذه مشكلته وليست مشكلتها. خاب أملها لسماعه يتحدث معها بهذه الطريقة.

كانت لطيفة معه أكثر من المعتاد لأنها شعرت بذنب كبير مما سيفعله مارك نيابة عنها

"هل تعدني بشيء ما؟ أخبرني الحقيقة مهما كانت. فالحقيقة ليست سيئة دوماً بقدر الكذب. يمكن للكذبة أن تهدد كل العلاقة. لكن الحقيقة تؤلم فقط لدقيقة واحدة".

تشعر بالذنب كلما تركته، حتى للعمل، بالرغم من إصراره أنه فخور بها ويحترم ما تفعله. إنها معلومات مربكة، ورسالة مزدوجة جعلتها تشعر بعدم الثقة وعدم الاستقرار.