لسانيات الخطاب وأنساق الثقافة
تأليف
عبد الفتاح أحمد يوسف
(تأليف)
يبحث الدكتور عبد الفتاح أحمد يوسف من مصر، في دراسته المعنونة بـ "لسانيات الخطاب وأنساق الثقافة" في إشكالية التداخلات المعرفية بين أنساق الثقافة، ولسانيات الخطاب ونظامه الإرشادي المعقد، بالعمل على إبراز دور العناصر الثقافية في منح الخطابات خاصية التداول والانتشار، بحيث يبدو لنا أن هناك علاقة براجماتية بين أنساق ...الثقافة وتقاليد الخطاب...
كما تتطرق الدراسة إلى بحث العلاقة بين البنية الذهنية للمبدع، والبنية الخطابية بحيث توصل الباحث إلى أن البنية الخطابية تتأسس على المعطيات المعرفية التي يمكن أن توفرها البنية الذهنية كإنتاج فكري لموجودات سوسيو - ثقافية من ناحية، والعلامة اللسانية التي يعبِّر بها الشاعر عن تجربته من ناحية أخرى. يقول الباحث: "أحاول في هذا العمل الكشف عن فاعلية تداخل المجالات المعرفية والثقافية مع لسانيات الخطاب الشعري، من خلال مساءلة العلاقة بين نظام الخطاب وقوانين الثقافية، مفيداً من طروحات النقد الثقافي؛ أملاً في إدراك حقيقة أن لسانيات الخطاب يمكن أن تتطور في اتجاهات مختلفة، تأسيساً على شروط إنتاج الخطاب الثقافية والمعرفية (...) وأعلن منذ البداية انحيازي لممارسة نقدية منهجية تطمح إلى إلقاء الضوء على أهمية التشييد الثقافي للسانيّات الخطاب الشعري، وتستوعب جميع النقاشات، التي يمكن إثارتها حول علاقة علم اللسانيات - في منعطفه الفكري الراهن - بالمجال الثقافي أو الأنساق الثقافية؛ بوصفهما إيديولوجيا تُتمثّل في لسانيات الخطاب، وتقف خلف معظم الممارسات اللسانية داخل الخطاب، ولا يُحتم هذا الانحياز رفض المُنجز اللّساني على المستوى اللغوي المعروف؛ لكنه يعتبر أن منظومات التواصل التي تطرحها اللغة والثقافة؛ تقوم بدور أساس في التشييد الثقافي للسانيّات الخطاب الشعري؛ فدراسة المفردات اللسانية داخل الخطاب بوصفها جزءاً من منظومة ممارسات ثقافية؛ تُثير أفكاراً نوعية حول العلاقة بين اللغة والثقافة...".
وللإحاطة بموضوع الدراسة أكثر يقسم الباحث دراسته إلى خمسة فصول وخاتمة:
الفصل الأول بعنوان: التداولية وتنوع مرجعيات الخطاب، ويبحث في المعرفة التداولية والتنوع الثقافي، المرجعيات الثقافية وأثرها في الهيمنة على المعاني المتداولة وتقاطعات: الثقافي/الخطابي.
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان: التكرار بوصفه ممارسة ثقافية/لسانية (مقاربة لسانية في فهم المعنى المشترك وفلسفة الحوار، ويبحث في فلسفة التكرار، ومسألة التكرار في النصوص الحوارية: مماثلة لفظية أم مداولة معرفية؟ السمات الثقافية للتكرار، التكرار اللفظي وفاعلية الحوار، الهندسة الصوتية للتكرار وأثرها في المتلقي.
ويركز الفصل الثالث على: الأنساق الثقافية والأنساق الخطابية (الآلية السيميوطيقية لأنساق الخطاب الشعري) وتتضمن ثلاثة موضوعات:
النسق: من الثقافي إلى الشعري مقاربة نقدية لفهم تحولات النسق، إشكالية صياغة الأنساق الشعرية وشروط إنتاج النسق الشعري وعلاقته بنظام الخطاب.
ويحمل الفصل الرابع عنوان: الاستعارة كحاجة ثقافية لإنتاج الخطاب (مقاربة سيميائية في تحليل النصوص وعلاقتها بمرجعياتها، ويتضمن أربعة موضوعات:
السيمياء والاستعارة: الربط بين المعارف في المعارضات، الوظيفة السيميائية للاستعارة، الاستعارة والوظيفة السيميائية لمفردات المكان، والاستعارة والوظيفة السيميائية لمفردات الزمن.
ويأتي الفصل الخامس والأخير بعنوان: تقاليد الخطاب وأنساق الثقافة ويتضمن ثلاثة موضوعات:
البنية المعرفية المؤطرة لسؤال النص ودلالتها السيميائية، الوصف السيميائي لتقاليد الخطاب، والبناء الجدلي للخطاب.
دراسة هامة، أراد الباحث من خلالها وضع استراتيجية ثقافية؛ لتقديم فهم نوعيِّ للسانيات الحديثة؛ بما يوفر فهماً أكثر عُمقاً للعلامة اللغوية داخل الخطاب.