نشوء الأكاديمية العالمية الخفية الشبكة الجديدة بين الباحثين والعلماء
تأليف
كارولين س.فاغنر
(تأليف)
ترسم العالمة الأميركية البارزة في حقل التقانة والفضاء "كارولين س. فاغنر" في كتابها هذا، طريقاً إلى البحث العلمي يشكل تحولاً جذرياً في عملية تنظيم العلوم في عالمنا الراهن، وذلك، عبر طرحها لنظرية "النظم التكيفية وتحليل الشبكات" التي تعدها أمراً حاسماً لفهم تطور العلوم.
ما تريد أن تؤكده فاغنر هو: أن ...العلوم تحقق درجة أفضل من الازدهار في عالم خالٍ من الحدود الوطنية، حيث لا تكون المعرفة ملكاً لأحد بل تتدفق إلى "من يستطيع توسيع حدودها إلى أقصى ما يمكن"، ولكن، كيف؟ تقول فاغنر: "هذا الكتاب يركز على وصف وتوضيح العوامل الخمسة التي تحدد طبيعة العلم في بداية القرن الحادي والعشرين وشكله. وأنا أعرض، باستخدام النظرية والمثال، حالة من السياسات العلمية التي تعالج العلوم والتكنولوجيا بوصفها نظاماً تشبيكياً ناشئاً وليس ثروة وطنية".
فمن خلال عملها على جمع البيانات الكمية والمقابلات الموسعة لعلماء بارزين في جميع الاختصاصات ترسم فاغنر خريطة للشبكات العلمية العالمية وتتبع الديناميات التي توجه نموها. وهي تناقش فكرة الانتقال من العلم الكبير إلى الشبكات العالمية وما تخلقه من فرص لم يسبق أن أتيحت أمام البلدان النامية، والتي تسمح لها بالانضمام إلى ركب العلم بكل ما يتيحه من إمكانيات. فبدلاً من تشتيت الموارد على محاولات لا جدوى منها لتقليد مؤسسات القرن العشرين العلمية، بإمكان حكومات البلدان النامية تفعيل هذه الشبكات، عبر خلق الحوافز التي تستحث كبار العلماء على التركيز على البحوث التي تعالج هموم هذه البلدان وعلى إيجاد الطرق التي تربط بين المعارف وحلول المشكلات المحلية.
وهنا سؤال يطرح نفسه، ما هي التحديات التي ستواجه تدويل العلم، والتعاون بين العلماء والباحثين، فالعلم بقدر ما يخدم البشرية، يؤدي إلى شرور عامة وخير مثال، الأسلحة النووية والعلوم البيولوجية الخطرة التي قد تصنع في المستقبل بتكلفة منخفضة، وما يرافقها من ضرر بيئي، تستلزم من صانعي السياسات نظماً للتحكم، ولكن، هل الطابع الدولي التشبيكي للعلم في هكذا حالات والذي يجعله ملائماً لتحقيق غايات إيجابية يجعل من الصعب أيضاً الحيلولة دون إساءة استخدامه؟
من هذا المنطلق، تأتي أهمية كتاب "نشوء الأكاديمية العالمية الخفية" فهو يقدم خدمة لا تقدر بثمن، ليس بالمساعدة على تطوير هذا الفهم فحسب، بل أيضاً عبر تطوير النقاش في السياسات العلمية نحو النموذج الجديد الذي تقتضيه طبيعة العالم في القرن الحادي والعشرين.