التذكر الكامل
تأليف
غوردن بيل
(تأليف)
ماذا يحدث لو أن كل إنسان استطاع الوصول إلى جميع المعلومات التي تعرّض لها في حياته؟ لو كان ثمة طريقة لتذكر كل شيء كنا قد عرفناه من قبل، شخص مثلاً رأيته من قبل ورأيته مجدداً، ولكن عبثاً تحاول أن تتذكره من هذا الرجل.. هل رأيته من قبل؟ ومتى تحدثت ...إليه آخر مرة؟ الحقيقة إننا نتألم ونرتبك بسبب هذه المواقف.
لكن التكنولوجيين يقولون إنهم حلوا هذه الأحاسيس وهذا ما يدور حوله موضوع الكتاب من خلال ما طرحه غوردن وجيم غيمّل في مشروعهما المسمى "ماي لايف بتسر" (بتات حياتي) يعالج هذه الأسئلة بالذات.
لقد عمل الباحثان على استنباط تقنيات إلكترونية تنشط الذاكرة الإنسانية بل الأهم من ذلك "هو أننا نقترب باضطراد من حيازة برمجيات ستمكنك من تنظيم وترتيب جميع المعلومات مما يجعل إيجاد ما تحتاج إليه أسهل، حتى إذا لم تكن متأكداً مما تبحث عنه" لقد بدأ مشروع "ماي لايف بتسر" كمحاولة لرقمنة الكتب التي كان غوردن قد كتبها، وما لبث أن تحول إلى محاولة رائدة لتسجيل كل ما يراه ويسمعه ويتعلمه ويخبره، وللاحتفاظ به في صيغة رقمية.
إن تبعات هذا العمل كما يقول بيل غيتس: من العمق والإثارة بمكان، وكما يوضح مؤلف الكتاب من شأن النتائج أن تغير فكرتنا عن الذاكرة، وكيفية تدبرنا لصحتنا، وطريقة مشاركتنا للخبرات مع الأشخاص الآخرين، بل ومع الأجيال الأخرى، والكثير أيضاً.
يقول المؤلفان: "ستكتسب القدرة على التذكر الكلي، سيكون بإمكانك أن تستجمع كل شيء رأيته أو سمعته أو فعلته في حياتك. وستكون لديك سيطرة كاملة تمكنك من تذكر القدر الذي ترغب فيه، قليلاً كان أم كثيراً، وفي أي وقت تريد".
ولكن كيف يحدث ذلك؟ يجيب بيل وغيمّل على ذلك بالقول: "سيمكنك أن تنشئ هذه المفكرة الرقمية، أو الذاكرة الإلكترونية على نحو مستمر عبر مسيرة حياتك، (...) سيكون لديك وصول إلى تشكيلة من الكاميرات الخفية، والميكروفونات، ومتتبعات الموقع، وغيرها من أجهزة التحسس الصغيرة جداً، والتي يمكن حملها على زر قميص، أو على قلادة، أو على مشبك ربطة عنق، أو دبوس صدر، أو مشبك زينة، أو سوار ساعة، أو سوار، أو إطار قبعة، أو إطار نظارة، أو على أقراط الأذن. بل وستتوفر لك حساسات أكثر ثورية يمكن زرعها في جسمك، لتقيس مؤشرات صحتك، ومع حساسات أخرى متنوعة تثبت في العدد والأدوات التي تستخدمها، ويتم نثرها في محيطك، ستسمح لك شبكة الحساسات الشخصية بتسجيل القدر الذي تريده مما يحدث معك أو حولك".
إنه كتاب مدهش بمعلوماته وأفكاره هو عالمٌ من "التذكر الكلي" قادم إلينا بفعل ثورة المعلومات سيوازي في جذريته ما مثله العصر الرقمي بالنسبة إلى الجيل الحالي. فهو سيغير الطريقة التي نعمل ونتعلم بها، وسيطلق العنان لإبداعات الإنسان. وسيغير العلاقات الحميمة مع أحبائنا، الأحياء منهم والأموات. وهذا يعني أنه سيغير ما يعنيه كون المرء إنساناً.