نيتشه والإغريق إشكالية أصل الفلسفة
تأليف
عبد الكريم عنيات
(تأليف)
يدور موضوع الكتاب حول فكر وشخصية الفيلسوف الألماني "نيتشه" في ميدان الفلسفة القديمة واليونانية على وجه التحديد، أما الجديد الذي أضافته هذه الدراسة هو موقف نيتشه من المدارس الأخلاقية اللاحقة لسقراط أو فلسفة الإسكندرية الدينية والصوفية.
لأجل ذلك، عمد الكاتب "عبد الكريم عنيات" من الجزائر في دراسته لهذا الموضوع إلى ...استخدام المنهج الديكارتي القائم على التحليل والتركيب، لأنه المنهج الملائم لأفكار نيتشه التي تمتاز بالغموض والتقنع برأي الكاتب، إضافة إلى مقابلة الأفكار بعضها ببعض، خاصة أفكار نيتشه مع الفلاسفة السابقين عليه أو اللاحقين له وذلك بهدف إسقاط الكثير من الأسئلة والاستفهامات التي عجز التحليل والتركيب عن حلها.
يتمثل السؤال الأساسي الذي تنطلق منه إشكالية البحث بـ: "هل عودة نيتشه إلى الفلسفة اليونانية مصدرها الحنين إلى الثقافة الهلينية كمرجع للفكر الأوروبي، أم هي مجرد وسيلة معرفية وتاريخية لتبرير أفكاره الأساسية؟ وإلى جانب هذا السؤال الرئيسي يمكن طرح أسئلة فرعية مكملة منها: هل كانت قراءة نيتشه للفلسفة اليونانية قراءة منصفة وموضوعية محايدة، أم هي متحيزة لموقف أو خلفية محددة؟ وما هو سبب تمجيده لبعض مراحل هذه الفلسفة وتحقيره لمراحل أخرى؟ وما هي الخلفية الفكرية التي قرأ بها نيتشه هذه الفلسفة؟ ما هي النتيجة التي توصل إليها بعد هذه القراءات للتراث اليوناني؟ هذا وقد تظهر مجموعة من الأسئلة والمشكلات أثناء الدراسة والتحليل، دون تخطيط أو إرادة مسبقة، لذا سوف نعمل أيضاً على الإجابة عليها".
وللإحاطة بموضوع الدراسة أكثر قسم الكاتب بحثه إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.
1. الفصل الأول وعنوانه: "الفكر السابق لسقراط أو العبقرية الإغريقية". تحدث فيه الكاتب عن إشكالية أصل الفلسفة اليونانية وموقف نيتشه منها وتقسيمه لهذه المرحلة التي يسميها بالمأساوية؛ وهي عصر أناكسيمندرس (...) وعصر بارمنيدس وهيراقليطس (...) إضافة إلى بعض الفلاسفة الطبيعيين المتأخرين أمثال ديموقريطس وأناكسا غوراس...
2. الفصل الثاني عنوانه: "دلائل تدهور الفلسفة اليونانية أو بداية الانحطاط". ويخصصه الكاتب لدراسة المرحلة الثانية من مراحل الفلسفة اليونانية وفيه تم اعتبار سقراط كعرض من أعراض فساد الأصل اليوناني - حسب نيتشه - وتعارضه مع التراجيديا والقوى الديونوسوسية، واعتبار أفلاطون الممهد للمسيحية والهجين الكبير بمثاليته ومعاداته للفن. وأرسطوطاليس، بوصفه علامة من علامات سوء فهم الأجداد، وإتمامه لمثالية أفلاطون.
3. الفصل الثالث جاء عنوانه: "الإرث السقراطي - الأفلاطوني واستمرار الانحطاط اليوناني، أو السعي الدنيء وراء السعادة". وفيه يعمد الكاتب إلى دراسة موقف نيتشه من المدارس الأخلاقية الكبرى بعد سقراط، أي الأبيقورية والرواقية وكذلك الكلبية (...) ثم دراسة موقف نيتشه من مدرسة الشكاك اليونان أو الأبيرونية، والأفلاطونية المحدثة كمظهر من مظاهر شلل الروح اليونانية ودنوها من الدين بدل الفلسفة والفن. لأجل هذا قام الكاتب بإبراز قيمة الحضارة والفلسفة اليونانية حسب منظور نيتشه، من الناحية الأنطولوجية الوجودية، والإبستمولوجية المعرفية ومن الناحية الأكسيولوجية القيمية.
وأخيراً خاتمة حدد فيها الكاتب أهم الانتقادات التي وجهت لفهم وتأويل نيتشه للفلسفة اليونانية إلى جانب بعض الملاحظات والانتقادات الشخصية. ثم الإجابة عن الأسئلة والمشكلات التي تم تحديدها في بداية البحث ومقدمته، وتم اختتام الدراسة بتحديد إجمالي لقراءة نيتشه للفلسفة اليونانية.