الفصوص الإسكندنافية - أوقات مع ميرو
تأليف
جمال جمعة
(تأليف)
الشاعر ابن تجربته و"جمال جمعة" من الشعراء الأوائل الذين عاشوا تجربة الناس وتواصلوا معهم. فالإبداع لا يمكن أن يكون إلا فعلاً إنسانياً ينبع من التجربة العامة الإنسانية؛ فشاعرنا من أولئك الذين جمعوا في أعمالهم الأدبية التوازن ما بين خصوصية التجربة وعموميتها والتي تفتح الباب واسعاً على المشهد الثقافي والمعرفي ...في عالمنا المعاصر.
كتب هاشم شفيق من صحيفة "الحياة اللندنية": "في هذه الفصوص المتنوعة يؤثر جمال جمعة الكشف عن مهاراته الفنية في إدارة شؤون القول والصوغ ومديات التعبير الأخرى، كالتجريب بشتى مناحيه، لما يدخره من طرق لغوية وشكلية وجمالية، أو نزوعه إلى المؤسس ذي البناء المتوارث جيلاً بعد جيل، محاولاً بذلك امتحان أداته وجسّ مدى قابليتها للتمكن من الأداء.
أساليب هي في المتناول من القول، كاستخدام الموشّح الأندلسي بطريقة رهيفة فيها رشاقة التعبير وبراعة الصورة وعذوبة الجرس الموسيقي وتساوقه الجمالي مع الشكل الخارجي للقصيدة...".
يضم هذا الديوان الشعري قصائد متنوعة جاءت في قسمين: القسم الأول جاء بعنوان الفصوص الإسكندنافية والقسم الثاني جاء بعنوان أوقات مع ميرو. وفيه نقرأ "قصيدة حب 1"؛ الأزرق على الأزرق، السَّماء على البحر، كلماتي على الأوراق، وعيونك عائمة على شَرشَفي؛ الذَّهب على الذَّهب، مياهٌ شمسيّة تغسل القباب، تلطيخ الورقِ بالخريف،
انعكاسك المحلّقُ على المرآة؛ الأجنحة على الأخضر، طيورٌ على أكمات، أهدابي على عيونكِ، طيرانك في مطبخك، تماماً كما رَسَمَنا شاجال.
هكذا هو "جمال جمعة" الكتابة لديه ملحمة ذاتية على رأي غوتة، "يتخذ منها المؤلف حرية تصوير العالم على طريقته، وكل ما في الأمر أن تعرف هل له طريقة خاصة به".
ونحن نقول بالتأكيد شاعرنا يملك طريقة في التعبير ميزت مهارته ومقدرته على التحليق في آفاق شعرية مؤسِّسة، فهو قبل أن يكون شاعراً، هو مبدع وناقد، يتلازم الشعر والحياة كصنوان في تجربته، فالشعر لا يمكن أن يكون إلا رفيق أحزاننا وأفراحنا، عندئذ فقط تدخل القصيدة إلى قلوبنا وتتفتح أساريرنا بنشوة إرادة الحياة.