أعمال ندوة - النصوص المطبوعة ودورها في صون الموروث الثقافي وتوظيفه في خدمة المجتمع
تأليف
نادر سراج
(تأليف)
يجمع هذا الكتاب بين دفتيه أعمال ندوة "النصوص المطبوعة ودورها في صون الموروث الثقافي وتوظيفه في خدمة المجتمع" وهي مسعى مشترك قام به باحثون وأكاديميون وفنانون، لبنانيون وعرب، انتدوا لقراءة ما آلت إليه عناصر موروثنا الثقافي من وجهة نظر علوم العصر وفروعه الدراسية المتداخلة، وفي ضوء التحولات العمرانية المتسارعة ...التي طاولت مختلف مناحي العيش في بيئات ثقافية عربية متعددة، موسومة بالخصب والتنوع.
احتضنت بيروت هذه النخبة العلمية المتنورة، كونها المثال الحيوي في منطقة الشرق الأوسط للعاصمة التي دمرتها الحرب، بيروت البوتقة الثقافية المتوسطية وأنيسة المدن العربية التي تحتفي بالكتاب الحافظ لهذا الموروث في إطار احتفالية "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" استضافت هذه الندوة لمناقشة النصوص المطبوعة ودورها في حفظ الموروث بمعانيه الثقافية العامة.
إن الموروث المعني بالبحث والنقاش في هذا الكتاب هو ذلك المتجدد الذي يحيا في فضاء الألفية الثالثة وعلى إيقاعاتها متجاوزاً ظروفه الإنتاجية الأولى. إنه موروث لا يُستحضرُ غب الطلب في صوره الاستهلاكية ولو تجلبب بعباءة الأسلاف؛ موروث لا يتعين بالمكان أو بالزمان فحسب، بل بالوظيفة والروح وبالقيم والسلوكيات.
صون الموروثات الثقافية على اختلافها هو حصيلة جهد مشترك بين المؤسسات والإدارات الرسمية والمؤسسات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني. من هنا سنقرأ في هذا الكتاب موضوعات تتصل بمنشآت ومرافق عامة ومقدسات إيمانية مثل "دور الموروث الثقافي التاريخي في حفظ الاكتشافات الأثرية – درب الحج المصري نموذجاً"، و"الحمامات العامة في ضوء الموروث الثقافي العربي"، و"أعمال الترميم في طرابلس". وثمة ملف آخر يهتم بالمشغولات اليدوية. فالأصناف والطوائف الحرفية في مدننا العربية باتت مهدَّدة بخط إنتاج جديد أطلق عليه في القاهرة ثقافة "التيك أواي" الآخذة في التوسع (...) لذا سيقارب الكتاب في هذا الملف، الحرف التي يتمسك بها المدافعون عنها بإصرار لحمايتها من الانكماش والاندثار، ويعالج الكتاب الحرف المدينية ضمن قراءة تنموية لمورثنا المادي، فضلاً عن أنه يعالج صناعة الكتاب لمعرفة تراثنا الحضاري متخذاً من الفنون اليدوية نموذجاً. كذلك يشمل الكتاب بالدراسة تجانس المجتمع البيروتي وتوثيق التراث الفلسطيني.
كتاب هام، تُظهر مضامينه أن بيتنا التراثي العربي ذو منازل متعدّدة، والمعبرُ العلمي إليه متداخل الاختصاصات ومتنوع المقاربات. فبوابة الحاضر المشرّعة على عراقة الماضي المتجذر في مناحي حيوات الأفراد والجماعات، مكّنت المنتدين المستضيئين بالمعارف والتقنيات الحديثة من قراءة ومعاينة عناصر من موروثنا الثقافي للتبصر في أحوال "التاريخ المقيم في الحاضر" والمآل التي صار إليها في مطلع الألفية الثالثة وفي مواجهة أمواج العولمة.