المضيرب وإبراء أنموذجين للمدينة العمانية التقليدية
تأليف
مجموعة من المفكرين والباحثين
(تأليف)
محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي
(ترجمة)
في كتابه هذا، يقدم "محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي" ثلاثة بحوث ترجمها إلى اللغة العربية وخص بها المكتبة العمانية، كان قد سبق نشرها باللغة الإنكليزية في مجلة الدراسات العمانية التي كانت تصدر تحت إشراف وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان في سنة 1977م.
وهذه البحوث هي:
البحث الأول: منطقة ...إبراء المضيرب: بول بونتفان وكوليت لوكور جراند ميزون.
البحث الثاني: التنظيم المكاني، التجمعات القبلية والقرابة في إبراء: كوليت لوكور جراند ميزون.
البحث الثالث: فن العمارة والتاريخ الاجتماعي في المضيرب: بول وجويميت بونتفان وسالم بن حمد بن سليمان الحارثي.
تأتي أهمية هذه الدراسات من كونها تمت مع بداية عهد التغييرات الديمغرافية والعمرانية التي شهدتها عمان منذ بداية سبعينيات القرن الماضي وما صاحبها من نقل المدن العمانية من إطارها التقليدي التي اتسمت به على مدى آلاف السنين إلى التغيرات الجذرية في نمط حياة الإنسان والبيئة والعمران كنتيجة طبيعية لاكتشاف النفط في البلاد.
يؤكد "الحارثي" في خاتمة الدراسة على أهمية الروابط بين المضيرب وشرق أفريقيا. وخصوصاً إذا ما عرفنا أن "حصص في ماء الفلج قد جعلت وقفاً لصالح مسجد في زنجبار؛ وأحد المقيمين في الجزيرة أورث الناس مسجداً في المضيرب؛ والبيوت العديدة التي بنيت في عمان عن طريق وكلاء يمثلون مصالحاً أفريقية؛ وبعض التصميمات الزخرفية المرسومة على الأسقف؛ والأبواب المنحوتة. كل هذه دلائل على استمرارية العلاقات مع القارة الأفريقية (...) وقد رأينا – أيضاً – أن العديد من الأبنية الهامة في المضيرب وعز قد بناها الخناجرة أو بنيت لهم (...) وهناك أيضاً – تماثل بين البيوت الهامة في المضيرب، مثل السكن الأميري القديم في مسقط، بيت السيد نادر بن تيمور، أو بيت السيد شهاب بن تيمور (...) لكن البيوت في المضيرب أكثر بساطة، وأقل زخرفة بالجص والتشبيكات المنحوتة، ومختلفة بشكل خاص بسبب مظهرها الدفاعي. ويمكن أن نشعر بتأثير إيراني أكثر تحفظاً في شكل الأقواس (...) وأياً كانت هذه التأثيرات، فإن البنائين في المضيرب قد استوعبوها وبالمواد المتاحة لهم أنشأوا فناً معمارياً بسيطاً، ولكنه جميل. وهو فن معماري خاص بالناس؛ حيث إنهم قد قاموا بالبناء بأيديهم، وبدون مهندسين معماريين حتى يومنا: حيث رأينا أسقفاً مرسومة تاريخها يعود إلى عام 1393هـ/1973م...".
"هذا الكتاب" دراسة ديمغرافية - تاريخية - أنثروبولوجية - تراثية تجسد هذه العلاقة المتميزة بين الموطن والتنظيم الاجتماعي