تجديد الهيمنة الأمريكية
تأليف
بشير عبد الفتاح
(تأليف)
يتحرى الباحث المصري المعروف "بشير عبد الفتاح" الأزمة الكبيرة التي وقعت بها السياسة الأميركية في العصر الراهن من خلال تسليطه الضوء "على مساعي الأمريكيين لتجديد هيمنة بلادهم على العالم من خلال إبراز جهودهم في التعاطي الناجع، قدر المستطاع، مع التحديات التي تواجه هذه الهيمنة، سواء تلك التي حاصرت القوة ...الصلبة أو الخشنة المتمثلة في التفوق العسكري الأمريكي الكاسح على نحو ما بدا جلياً في أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001، مروراً بإخفاقها العسكري في كل من أفغانستان والعراق من بعد ذلك، أو التحديات المتمثلة في تراجع تأثير قوة أمريكا الناعمة أو الرخوة أو الذكية التي تتجسد في التفوق الاقتصادي والتكنولوجي والحضور الثقافي الطاغي على مستوى العالم، في ظل تنامي السخط الدولي على السياسات الأمريكية وتآكل الشغف العالمي لتبنّي القيم الأمريكية والانغماس في الحلم الأمريكي، وهو التراجع الذي تكلّل بالأزمة الاقتصادية الأمريكية العالمية، في الوقت الذي تعاظم فيه اقتصاد دول عديدة وتضاعف معدّل تطورها العلمي والتكنولوجي" هذا، ويستعرض "عبد الفتاح" كذلك الوسائل والمشاريع والطروحات التي تبلورها وتتبناها دوائر أمنية وسياسية أمريكية من أجل ترميم الهيمنة الأمريكية وإعادة تفعيلها. كما أنه يقف مستشرفاً مصير تلك الهيمنة في ظل تشابك وجهات نظر عديدة وتراشق طروحات متنوعة حول ذلك المصير، وما يمكن أن يضطلع به أفول عهد الجمهوريين بزعامة "بوش" الابن وعودة الديمقراطيين بقيادة "باراك أوباما" من دور مهم في تحديد ملامح المستقبل.
ويعتبر الكاتب في خاتمة دراسته أن الهيمنة الأمريكية مهما طالت لن تستطيع تحدي قانون الحياة "الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن التعددية القطبية الملتحفة بالشرعية الدولية، تظل أحد أهم الضمانات الرئيسة الكفيلة بتحقيق التوازن الدولي وإقرار الأمن والسلام العالميين لأمم الأرض جميعاً حتى أطول مدى زمني ممكن".