الأوقات اليائسة تتطلب حلولاً يائسة.
فالانسان عندما يوضع في تجربة تجبره على الاختيار بين الموت والحياة، بين احتمال ضئيل في النجاة وبين قتل رفاقه، تظهر هنا الطبيعة البشرية بالرغبة في الحياة، ويكون التمسك بالمبادئ هو سبيل النجاة من ارتكاب الحماقات، وتجد في نهاية المطاف أن أكثر الحلول يأساً هو الحل الذي يتم به الخلاص، فبعد يقين يزرع في النفس بأن حتى الأمل ما هو إلا وهم من الأوهام، يأتي التغيير الذي يقلب مجرى الأحداث، فيخلق معنى جديد للحياة، يتمثل بكونك رمزاً ينير لبقية الناس طريقها نحو النجاة والخلاص.
بجملة قالها أحد الشخصيات الرئيسية في الرواية (هايميش) : "تذكّري فقط من هو عدوك. هذا كل شيء"، استطاع أن يزرع فكرة ساهمت في تغيير الأمور في نهاية المطاف، بشكل مثير للإعجاب حيث أن تغيير الأمور والمستقبل قد لايحتاج سوى إلى كلمة، أو بمعنى أخر "فكرة".
هنا تطلق شرار ة الثورة ضد الكابيتول، عبر تحدي جريء، يشعل عند الناس فكرة، بأنهم قادرون على احداث التغيير وانهم كمجموع قادرون على أن يحققوا ما لايستطيعون عليه وهم متفرقين.
يقال أن الإنسان يَقتل أولاً، ثم يتساءل عن دافعه في ذلك، وقال أن الإنسان يفقد جزءاً من روحه عند قتله لإنسان أخر،،، كل ذلك وأكثر تم ايصاله إلى أقصى الدرجات والحدود في مجرى أحداث الرواية، بأسلوب يجعلك لا تستطيع سوى أن تقرأ بشغف ونهم أكثر، يزداد شيئاً فشيئاً مع كل صفحة تقرأها...