انعكاسات العولمة على الوطن العربي
تأليف
وليد عبد الحي
(تأليف)
في كتابه هذا يناقش الباحث الدكتور "وليد عبد الحي" انعكاسات العولمة على الوطن العربي في المستقبل المتوسط (حسب تصنيفات مينسيوتا الزمنية للمستقبل) وبالاعتماد على نتائج القياس لمؤشرات العولمة كما ظهرت في النتائج التي خلصت إليها مؤسسات دولية، وهو في طريقه لتفحص مدى اتساق النتائج في المنطقة العربية مع نتائج ...القياس لأقاليم أخرى في العالم، مع ضرورة الأخذ بالاعتبار أن ظاهرة العولمة... هي عملية لم تكتمل بعد، بل هي متواصلة، ويبقى السؤال: إلى أين سينتهي هذا الترابط المتواصل بين الأنساق المختلفة وعلى المستويات كافة محلياً وإقليمياً وعالمياً؟ وما هي الآثار التي تتركها هذه الظاهرة على التوجهات الوحدوية والتكاملية العربية؟ وما هو أثرها في الثقافة القومية بأبعادها المختلفة؟
ينطلق الكاتب من فرضية مفادها: كلما تزايدت الروابط "العضوية" بين الدول والمجتمعات العربية مع الدول والمجتمعات غير العربية، كلما تراخت الروابط "الآلية" بين العرب ليفتح ذلك مجالاً أوسع للتفكك والذوبان في أنساق غير عربية.
يعتبر الكاتب أن المؤشر السياسي هو الأكثر وضوحاً بين مؤشرات العولمة في الوطن العربي، كذلك تبيّن الدراسة أن الدول العربية تحتل مراتب متأخرة للغاية في أغلب المؤشرات سواء في مجال السياسة أو الاقتصاد، أو الاجتماع.
ويخلص الكاتب إلى نتيجة هامة وهي: أن هناك صعوبة شديدة في نمذجة Modeling، الظواهر في الوطن العربي، الأمر الذي يدل على عمق الاضطراب والفوضى في البنية العربية القائمة، فأغلب الفرضيات التي تنطبق بمستوى أو آخر في الدول الأخرى لا نجدها في الدول العربية قابلة للتطبيق، فالدول الأكثر غنًى هي الأكثر تخلّفاً والأقل تحرراً سياسياً ولو في الحدود الدنيا، ولا علاقة بين التعليم وبين مستوى تمكين المرأة، فبعض الدول الأقل في مستويات التعليم هي الأكثر تمكيناً للمرأة، بل إن الأحزاب المحافظة الدينية فيها تمكين للمرأة أكثر من الأحزاب العلمانية بأطيافها المختلفة…
هذا الكتاب، دراسة علمية رصينة تبحث في جذور الأزمة المركزية للدول العربية في مواجهة النظام العالمي الجديد، وتحاول تقديم آليات للتكيف، ولا ترى مخرجاً سوى بمزيد من التكامل العربي على كافة الصعد، والابتعاد عن البدائل التقليدية مثل القبيلة والمذهب والطائفة إذا أراد العرب أن يحتلوا مكانة بين دول العالم.