ما أن تدخل الميدان حتى يتباعد عنك العالم الخارجي كثيراً، فيتلاشى عند ذلك كل الأشخاص الذين نحبهم، وكل الأشياء التي اعتدث عليها، أو اهتممت بها.
يتحوّل التذكر إلى عملية أكثر صعوبة لأن الذكريات يمكن أن تتغيّر. إنها تتقدّم إلى واجهة ذهنك، وتتغيّر، ثم تختزن مجدّداً بصيغة معدلة.
تتحول السماء زهرية اللون، والوحوش التي تملأ الغابة، والمجالدون إلى واقعك النهائي؛ وهو الواقع الذي لا يهمك غيره.
يتعيّن عليك أن تقتل بعض الأشخاص مهما كان نوع الشعور السيّئ الذي يولّده هذا العمل في نفسك، وذلك لأن المرء يمتلك رغبةً واحدة فقط، وهي رغبة مكلفة جداً
إنها تكلفك كل ما أنت عليه!!.
اسم "بانيم" __الدولة التي تجري بها أحداث الرواية__ بحد ذاته جاء من تعبير لاتيني panem et circenses، والذي يعني "bread and circuses" الخبز والسيرك، وهي استراتيجية سياسية لإبقاء الناس راضيين بقادتهم عبر إشغالهم بلقمة عيشهم وبالتسلية التي كانت في حالة سلسلة الرواية هذه متمثلة بـ "ألعاب الجوع".
فكنّا دائماً كـ بشر مخلوقات متقلبة وغبية ولا نمتلك سوى ذاكرة ضعيفة لكننا نمتلك موهبة كبيرة في التدمير الذاتي، إننا جميعاً متفقول على أن الأهوال التي شهدناها ونشهدها مؤخراً يجب ألا تتكرر، لكن الذاكرة الجماعية لاتستمر طويلاً في العادة، ولكن من يعلم؟، يحتمل أننا وصلنا إلى الزمن الذي لا ننسى فيه ذاكرتنا، يحتمل أننا نشهد تطور الجنس البشري!!.
لذا، من الأفضل ألّا يستسلم المرء. فسرعة السقوط تفوق الوقت اللازم كي يستعيد المرء رباطة جأشه بعشر مرات..
وكثيراً من الأحيان يتعيّن على الإنسان أن يسير وحيداً في بعض الأحيان، وأن يكون قوياً لأن الظروف تفرض عليه ذلك..
يتضح في أن نهاية حكم "سنو" __رئيس دولة بانيم__ قد لاتعني نهاية الرعب الذي ترافق معه، وأن الطبيعة البشرية في التدمير الذاتي والانتقام تعود من جديد، وتعود بأسباب مختلفة ربما، وبشكل قد يكون أكثر قسوة..
في أخر الأمر يكون وعدنا لأنفسنا بأن الحياة ستستمرّ بغضّ النظر عن مدى جسامة الخسائر، وأنها يمكن أن تكون حسنة مجدداً هو السبيل الوحيد للسمو فوق كل هذا...