... نصيبك في الجنة
تأليف
نرمين الخنسا
(تأليف)
حين تكون المرأة هي الذات والموضوع، الكاتب والمكتوب، لا بد أن يكون النتاج الأدبي المترتب على مثل هذه العلاقة على قدر كبير من الشفافية والصدق في التعبير.
في "نصيبك في الجنة" تعمل نرمين الخنسا على تمجيد الكتابة والاحتفاء بها وتغيير الحياة بواسطتها. تبحث لبطلتها عن سعادة مفقودة صادرتها منها الحياة، ...ليقال لها ولكل امرأة نصيبك في الجنة.
تبدأ المواجهة مع الحياة حين تكتب بطلة الرواية "ريان إبراهيم نوار" وهي روائية بدورها تجربتها الخاصة التي تتقاطع وتتماثل مع غيرها من الحكايات التي تقوم على مصادرة المشاعر، والأهواء الكاذبة التي باتت فيها المرأة أسيرة علاقات مزيفة تعود منها في كل مرة بجرح.
"... فاقتربتُ من الطاولة أكثر، وحملتُ إحدى القارورات، لأكتشف أنها تحمل علامة العطر نفسه الذي أهداه إلي. تراجعت عندئذ إلى الوراء بسرعة وخرجت من الغرفة، وقد ألمت بي حالة الذهول والارتباك، لكنني التزمت الهدوء ولذت بالصمت، وخرجت من بيت عامر بألف سؤال وسؤال.
"هل هو عطرها المفضل أم عطره؟، هل كان معها، أم كان معي؟ وهل كل ذلك الاندفاع والحرارة والشوق كانت تنسجه رائحة العطر لتأخذه بعيداً إليها فيلامس جسدها من خلال جسدي ويقبل شفتيها من خلال شفتي؟".
رحت أسأل نفسي بمذاق خيباتي البعيدة الماضية، وقد حضرت صورة زوجته إلى ذهني لتهز داخلي بقوة وتعيد تشكيل كياني".
وعليه، تكون نرمين الخنسا قدمت عملاً روائياً أنيقاً بلغته، واقعياً في طرحه، يحقق متعة مزدوجة ناجمة عن اللغة من جهة، والأحداث من جهة ثانية. أو قل هي متعة الحكاية والخطاب في آن معاً.