الفاعلون غير الرسميين في اليمن ؛ أسباب التشكل وسبل المعالجة
تأليف
مجموعة مشاركون
(تأليف)
يتحدث هذا العمل عن الجماعات الفاعلة غير الرسمية في اليمن، والتي أصبحت لها القدرة إما على منافسة الدولة في بعض الأدوار المنوطة بها، أو الاضطلاع بوظائف من المفترض أن تكون حكراً على الدولة دون سواها.
ويقصد بهذه الجماعات الحراك الجنوبي والحركة الحوثية والتكتلات القبلية إضافة إلى تنظيم القاعدة، وهي المقصودة ...في هذا العمل حصراً عند إطلاق وصف "الفاعلين غير الرسميين" في اليمن، وذلك بغض النظر عن أي نقاش قد يثور حول أبعاد ودلالات هذا المصطلح وحقيقة استعمالاته في سياقات أخرى.
وفي هذا السياق يفرد الكتاب لكل فاعل من هؤلاء الفاعلين فصلاً خاصاً يقف عند الأسباب والعوامل التي أنتجته، ويحدد نوعية ومقدار الفعل الذي يمارسه في الحياة السياسية، لا سيما خارج الأطر الدستورية ومؤسسات الدولة. فعملية إنتاج الفاعلين غير الرسميين لا تتم عادة ضمن الأطر القانونية والمؤسسات الدستورية، بل خارجها من خلال محددات القوة ونسيج العلاقات خارج بنية الدولة ومؤسساتها، بل قد يكون ذلك أحياناً في سياق مغالبة الدولة وتحدي سلطاتها.
وقد شكلت دراسة الأزمات والعيوب التي تعتري النظام السياسي والاقتصادي مدخلاً أساسياً لهذا الكتاب، سواء تلك التي لازمت الكيان اليمني الحديث الموحد منذ ولادته وظلت حاضرة فيه، أو تلك التي طرأت عليه بسبب سياسات نظام الحكم وطريقة إدارته للدولة سياسياً واقتصادياً.
من هنا جاء هذا الكتاب ليكشف عن الأسباب المولدة للأزمات في اليمن، وتحديداً تلك المتصلة بالجماعات الفاعلة غير الرسمية وطريقة تفاعلها مع الواقع اليمني المعقد، مع إدراك أن هذه الأزمات وما تنتجه من جماعات مسلحة هي عبارة عن توليفة مركبة تجمع بين الجهوية والقبلية والمذهبية. علماً أن جل تلك الجماعات يعيش تحت مظلة نظام يبدو – من منظارها – منافساً لها على السلطة والثروة، إضافة إلى كون اليمن يعيش في محيط جغرافي وسياسي يتقاطع مع طموحات ومخاوف إقليمية وربما دولية تتجاوز الواقع اليمني المحلي.
أما الشيء الهام الذي يقدمه هذا الكتاب هو استقراء مستقبل الفاعلين غير الرسميين بالاعتماد على الإمكانات التي تملكها هذه القوى، وعلى التوجهات المستقرة في داخلها والتي سيكون لها تأثير كبير على مسارها في مرحلة الثورة الشعبية اليمنية وما بعدها بغض النظر عن النتائج التي ستفضي إليها.
وفي نهاية الكتاب تم استنتاج خلاصات تبين أهم العوامل التي من شأنها أن تعطي لهؤلاء الفاعلين القدرة على الاستمرار والتي ستكون محل اختبار في حال حصول تغيير جذري في الواقع اليمني.
وأما المشاركون في هذا الجهد. فقد التزموا ثوابت الأمة ومصالحها بكثير من الموضوعية وبأكبر قدر من الحياد ما أمكن وهم: فؤاد الصلاحي، عبد الله الفقيه، عادل الشرجبي، عبد الكريم الخيواني، محمد علي أبو بكر السقاف، محمد سيف حيدر، هاني المفلس.