الثورات في المشرق الإسلامي
تأليف
عبد العزيز عبد الرحمن سعد آل سعد
(تأليف)
يتحدث هذا الكتاب عن الثورة الخُرَّمية البابكية (201 – 223هـ/816 – 838م)، والتي اعتبرت من أكثر الثورات الدينية والسياسية خطراً على الدولة العباسية خاصة، وعلى الإسلام والمسلمين عامة.
يعتبر د. "عبد العزيز عبد الرحمن سعد آل سعد" أن الثورة الخُرَّمية هي من أخطر الفرق الدينية والمذهبية التي انتشرت في منطقة ...غرب بلاد فارس، وفي خراسان التي تقع شرق المنطقة الغربية من بلاد فارس، وقد ظهر خطرها في استقطاب الأتباع في منطقة الجبال وأصفهان وماسبذان وهمذان (...) وظهرت الثورة الخُرَّمية بزعامة بَابَك الخُرَّمي واستمرت نحو اثنين وعشرين عاماً من (201هـ/816م إلى 223هـ/838م)، فقد حاول بَابَك الخُرَّمي خلال هذه الأعوام تنظيم صفوف جماعته واسترجاع ملك فارس وإعادة مذاهبها، من هنا واجهت الدولة العباسية صعوبات جمة في القضاء عليه وإخماد ثورته.
لأجل ذلك، يسعى هذا الكتاب إلى سبر أغوار هذه الثورة وتحليل خطابها الديني/السياسي، للكشف عن مدى التأثير الداخلي والخارجي الذي تركته الثورة على الدولة العباسية وعلى أتباعها، وذلك من خلال كشف النقاب عن حياة زعيمها، بَابَك الخُرَّمي، الدينية والسياسية، في ضوء ما قدمته كتب التراجم عنه، مع مناقشة وتحليل هذه المعلومات، بغية الوصول إلى أعلى درجات اليقين.
محتويات الكتاب:
الفصل الأول: سيرة بَابَك الخُرَّمي؛ مهّد فيها المؤلف للعلاقات بين العرب والفرس في العصرين الأموي والعباسي الأول، ثم عرض لأمرين هامّين مهدا لظهور بَابَك الخُرَّمي وإبرازه على الساحتين الدينية والسياسية، هما:
أ – ظهور الثورات والمذاهب الخُرَّمية في بلاد فارس.
ب – المناطق الجغرافية التي نشأت فيها الثورة الخُرَّمية.
الفصل الثاني: مقومات ثورة بَابَك الخُرَّمي الدينية؛ وتم فيه التعريف بالخُرَّمية وفرقها وغاياتها، والعوامل التي ساعدت على انتشارها في بلاد فارس، وهي عوامل دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية.
الفصل الثالث: أهمية ثورة بَابَك الخُرَّمي السياسية والعسكرية؛ وتمّ فيه التركيز على أهمية هذه الثورة من الناحية السياسية ومعاداتها الخلافة العباسية، بعد مقتل أبي مسلم الخراساني، وظهور المعارك الحربية التي دارت بين العباسيين والبَابَكيَّن.
الفصل الرابع: نهاية الثورة الخُرَّمية البَابَكيَّة وتقويمها، ويشرح هذا الفصل النهاية الدراماتيكية للثورة الخُرَّمية وقائدها بَابَك الخُرَّمي، من خلال حروبها الضارية، مع العباسيين، ثم نهايتها على يد الأفشين، كما يقدم هذا الفصل تقويماً لهذه الثورة والآثار التي تركتها في الخلافة العباسية.
وأخيراً، يطرح الدكتور عبد العزيز آل سعد في مؤلَّفه هذا سؤالاً مهماً وهو: ماذا كان بعد هزيمة البابكية وإعدام قائدها بابك الخُرَّمي والقضاء التام على الثورة ومذهبها أمام قوة جيوش الخلافة العباسية؟
إن الإجابة على هذا التساؤل برأيه تتطلب، دراسة ما بعد البابكية؛ لأن الثورات والانتفاضات في التاريخ الإسلامي مثل الخُرَّمية والبَابَكيَّة وغيرها، كانت تواجه بالحزم والقوة، ويتم القضاء عليها عسكرياً، ثم لا تلبث أن تظهر من جديد، وتطفو على سطح الأحداث بعد فترات معينة، وعند توفر ظروف ملائمة...