مسيحيو العراق ؛ محنة الحاضر وقلق المستقبل
تأليف
دهام محمد العزاوي
(تأليف)
يدور موضوع الكتاب حول مستقبل الوجود المسيحي في العراق. وينطلق من فرضية مفادها أن الوجود التاريخي للمسيحيين في العراق يتعرض للتهديد في ظل استمرار السياسة الأمريكية الرامية إلى تفكيك النسيج الاجتماعي العراقي وإعادة صياغة البنية السياسية والاجتماعية وفق نمط التفكيك والتقسيم الذي يبقي على مصالحها في العراق، وفي ظل ...رغبة القوى المحلية المتحكمة في المشهد السياسي العراقي من فرض ولايتها ووصايتها على العراق والاستئثار بحكمه وتهميش الآخرين عبر ممارسة شتى أنواع التضييق والتهميش والإبعاد والتهجير ضدهم، وهو ما سيرتب آثاراً سلبية واضحة على مستقبل الوحدة الوطنية في العراق.
يهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على ما يعانيه المسيحيون في العراق من ممارسات تهميش وقتل وترحيل، وما نجم عن ذلك من تزايد هجرتهم خارج العراق (...) الأمر الذي سينعكس على واقع التعايش والاندماج الاجتماعي والتعددية الثقافية التي تمتع بها العراق طيلة تاريخه القديم والحديث.
ومن أجل تفسير أكثر لظاهرة استهداف المسيحيين في العراق بعد العام 2003 والأسباب المحركة لها، وما يترتب على استمرارها من تصورات مستقبلية على الوجود المسيحي في العراق. قسم الكاتب عمله إلى خمسة فصول رئيسة وفصل تمهيدي، أما الفصل التمهيدي فقد تعرض فيه لخصائص الهوية المسيحية بين الوحدة والانقسام، مبيناً مقومات الوحدة في الواقع المسيحي، والمعوقات التي تواجه العمل المسيحي المشترك.
وأما الفصل الأول فقد تناول بداية الانتشار المسيحي في بلاد ما بين النهرين والعوامل التي ساهمت في ذلك، وما نجم عنه من ظهور حواضر مسيحية لا يزال صداها حاضراً في تاريخ العراق المعاصر.
وأما الفصل الثاني فقد تناول فيه الكاتب الدور المسيحي في الحضارة الإسلامية، وما ترتب عنه من إسهامات لعلماء مسيحيين في الحضارة الإسلامية، وفي مختلف التخصصات العلمية والأدبية.
وفي الفصل الثالث تعرض الكاتب للوجود المسيحي إبان الغزو، والاحتلال المغولي للعراق وما نجم عنه من تعرض المسيحيين كبقية شرائح المجتمع الإسلامي للتنكيل رغم ما بدا من تعاون لبعض المسيحيين مع قوات الاحتلال المغولي ضد الدولة الإسلامية. كما تعرض الفصل للوجود المسيحي في ظل الدول العثمانية وكيف تمتع المسيحيون في ظل نظام الملة العثماني بكامل حقوقهم في المواطنة، والعدالة والمساواة. وكيف أسهم تمتع المسيحيين بهذه الحقوق في تصاعد نظام الوصاية والتدخل الغربي في شؤون الدولة العثمانية تحت دعاوى حماية المسيحيين، وهو ما أدخل المنطقة العربية في دوامة الاستعمار الغربي الحديث.
أما الفصل الرابع فتناول الوجود المسيحي في الدولة العراقية الحديثة، وكيف تغلغل المسيحيون في كل مفاصلها مساهمين وبشكل فاعل في نهضة العراق.
وأخيراً الفصل الخامس، وتناول فيه الكاتب الواقع المسيحي في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث تطرق للاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في تفكيك النسيج الاجتماعي للعراق، وبما يؤدي إلى إجهاض دوره الإقليمي وإضعاف قوته على نحو يديم الوجود الأمريكي فيه...
وفي الخاتمة رؤية الكاتب حول مستقبل الوجود المسيحي في العراق وهي رؤية لا تخلو من التشاؤم في ظل استمرار سياسة الفوضى والتفكيك التي يتبناها الاحتلال الأمريكي، والقوى المتسربلة بمشروعه السياسي في العراق.