عراقي في باريس
نبذة عن الرواية
أن يكون اسمك صموئيل شمعون فهذا يعني أنك جاسوس يهودي. فهل يحق لدولة، أو نظام، التعامل مع كائن حيّ يعبر حدودها بشكل شرعي لمجرد التشابه بالاسم بهذا الشكل المريع، هي مسألة في غاية الأهمية والخطورة والجفاء، وما حصل في دمشق حصل في بيروت الشرقية، فقد كانت رصاصة جندي سياسي ...أهوج على وشك أن تخترق رأسه، لولا أن صموئيل استطاع أن يقنع هذا الجندي بأنه عابراً للحدود فقط جرياً وراء حلمه: الوصول إلى هوليوود ليصبح ممثلاً، حيث تذكر وسرد للجندي أسماء الكثير من الممثلين والممثلات والأفلام وهكذا تمكن أن يفلت من جحيم العبور من لبنان متوجهاً إلى الأردن وهناك تتم له شرشحة أخرى نتيجة العمل مع شخص تبين أنه معارض للنظام في الأردن وبقدرة قادر يفلت مرة أخرى من جحيم السجون، عائداً إلى دمشق فبيروت ليعمل فترة من الزمن مع الإذاعة في منظمة التحرير ويشرف على نشرة تصبح مرجعاً مهماً للأخبار في ذلك الزمن، جرياً وراء لقمة العيش ثم التخطيط للرحيل إلى أمريكا كي ينجز حلمه الكبير بالعمل السينمائي. تتوالى الأحداث وتتغير السياسات ويفر من بيروت متوجهاً إلى قبرص وتونس، وينتهي به الرحال في باريس، مدينة النور، وإذ بهذا النور يسطع عليه عبر تشرده في الأزقة، ضارباً صحبة قوية مع أزقة وشوارع باريس، آخذاً من أرصفتها مخدعاً حميمياً للنوم. "عراقي في باريس" هي حكاية العراقيين في العقود الأخيرة من حكم صدام حسين، في ظل قمع داخلي يمارسه النظام، وحصار خارجي أودى بحياة الكثيرين جوعاً أو مرضاً. فعلى الخط الفاصل بين السلطة والناس، أو بين الجلادين العرب وضحاياهم، تكشف الرواية المستور عن كثير من عورات الشرق، وأهمها كشف حالة المثقف العربي، وتعرية حال المواطن الشرقي، المغترب حتى في وطنه، والمتشرد بامتياز في عقر داره. هي رسالة واضحة تفضح أنظمة عفنة، انبثقت عنها سرطانات استشرت قهراً وظلماً لأبنائها، وللمثقف حصة الأسد من عالم التشرد والتسكع والضياع.. حيث تم جرف بيت صموئيل شمعون وهو طفل، من قبل أزلام نظام الدولة الجارفة، حامي البوابة الشرقية، فتتشرد العائلة في ليلة وضحاها مع أب أصم وأولاده الصغار وهم يلتحفون العراء، وهنا يحق لنا أن نسأل، أليست أزقة باريس ومحطات القطار أرحم وأجمل وأبهى من تشرد صموئيل الطفل في حيَّه وبلده وشارعه ومسقط رأسه!! إنها رواية ترد على طغاة الشرق، تتضمن تساؤلاً مهماً يطرحه علينا صموئيل شمعون: ما ذنبي لو حملت اسماً يدعى صموئيل شمعون، فيقتلون ويجرفون بيتي وتستقبلني العواصم العربية العتيدة بالزنازين المعتمة والإهانات المتاخمة لخشخشات القبور، ثم أهرب إلى عالم التسكع والتشرد في شوارع باريس لمجرد أنني أحمل هذا الاسم ولدي حلم وطموح أن أكتب سيناريو فيلم سينمائي عن والدي الفران الأطرش الأصم؟!".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 304 صفحة
- [ردمك 13] 9786144218532
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
49 مشاركة