أصوات عربية جديدة 2
تأليف
بيتر كلارك
(تأليف)
في نوفمبر 2010 اجتمع سبعة كتاب من سبع دول عربية في منتجع "قصر السراب" الصحراوي بالإمارات كي يقتنصوا برهة من الزمن، يتفرغون فيها للإبداع وحده بعيداً عن مجريات حياتهم التي قد لا توفر لهم دوماً أمراً مماثلاً.
المناسبة كانت أشغال ندوة الجائزة العالمية للرواية العربية الثانية والهدف تمثل في أن ...يكتب كل كاتب نصاً: قصة قصيرة أو فصلاً من رواية. بحيث تنشر النصوص مع ترجمتها إلى الإنجليزية.
يضم هذا الكتاب، النصوص التي تمخضت عنها ورشة العمل تلك والتي تشهد لكتابها بكفاءة إبداعية رائدة في مجال الفن الروائي.
تناقش القصص قضايا نقدية وإبداعية، إضافة إلى مناقشة ظواهر اجتماعية أو سياسية في بلد كل كاتب لها علاقة بما يجري في المجتمع.
سبع قصص من سبعة بلدان تكشف عن تنوع الكتابة العربية المعاصرة وعمقها.
فمن اليمن جاء وجدي الأهدل ليكشف لنا عبر نصه (باب المنجل) بعضاً من المسكوت عنه في المجتمع اليمني الذي تختلط فيه السياسة بالقيم العشائرية ويطمس فيه الفساد الكثير من الحقائق.
ونقل المصري طارق إمام في "ضريح أبي" إلى المنتجع الصحراوي أجواءه الكابوسية عبر حكاية عن ضريح غامض هو بؤرة الحدث في عالم سوداوي يعيش أفراده تحت رحمة كائنات مخيفة كابوسية، لا تنفصل رغم طابعها الفانتازي الخالص، عن مأزق الإنسان في واقع عنيف.
أما السورية لينا هويان الحسن فقدّمت في "الفرس" نفسها كوريثة لثقافة البادية السورية مهمومة بحفظ حكاياها وأساطيرها من النسيان. فباللجوء إلى صور قديمة تستعيد شذرات من حياة البادية وحروبها وعداواتها.
وغير بعيد عن هذا السياق قدمت السودانية رانيا مأمون في "نبت بري" حكاية من قاع مدينة الخرطوم حيث الأطفال المشردين والمهمشين في مدينة قاسية، لتذكرنا بحيوية خاصة طالما رفد بها السودان الأدب العربي.
وفي نصه "ثلاثة أحجار صغيرة في قاع النهر" يتبدى ولع أنيس الرافعي بالتجريب، إذ عبر لعبة مرايا يقترب من ثيمة الموت متتبعاً المصائر المتحولة لشخصية واحدة.
ومن جانبها تطرح الإماراتية مريم الساعدي في "محاولات حياة" أسئلة وجودية مربكة، وهي ترصد حالات مختلفة لذات ساردة مسكونة بقلق وجودي وذكاء سوداوي يقتنص التناقضات حوله بسخرية مرة.
أما الفلسطيني أكرم مسلم فيقارب في "التبس الأمر على اللقلق" مأزق الهوية الفلسطينية المركَّبة والمحاصَرة في ظل الاحتلال، وإذ يفعل هذا يختار تفصيلة بسيطة كنقطة انطلاق له وهي نظارة تسلمها الجدة إلى حفيدها، ومن هذه التفصيلة يتشعب الحكي لنجد أنفسنا نعاين بعضاً من التباسات الواقع الفلسطيني المعقّد.
في هذا الكتاب تجتمع النصوص السبعة كقوس قزح يكشف عن وجوه متنوعة وثرية للأدب العربي في لحظته الراهنة.