خمسون سنة في خدمة الزراعة العربية - قصة حياة
تأليف
جورج حنا جحى
(تأليف)
هذا الكتاب سفر موشى بعبق السنين وتعب الأيام خطّه "جورج حنّا جحى" بشغف وعناية تشي بحب الأرض اللبنانية، والمزارع اللبناني وهو ينتقل بين بلده لبنان وليبيا والجزائر والسعودية، مجتهداً في التعرف على مشاكل الزراعة، ومستنبطاً الحلول للمسائل الزراعية، تاركاً أثراً طيباً وعلماً واسعاً في كل منطقة حلَّ بها.
وفي الكتاب: وضع ...جورج حنّا جحى تجاربه التي امتدت من عهد الطفولة إلى سن التقاعد بشكل مذكرات خطّها بأسلوب سلس بعيد عن التكلف والفذلكة مضيئاً على مسائل مفيدة قد تكون مررت بها دون أن تقدِّر قيمتها أو فائدتها أو تدرك كيفية الاستفادة منها، معطياً كل ذي حق حقه. مزج الخاص بالعام فإذا بنا نكتشف بأن البيئة، الغذاء الصحي وحتى العولمة والتي ظننا بأنها مصطلحات تجارية غربية وُضعت لتحفيزنا على الاستهلاك التجاري، هي ذات أصول عربية قديمة نشأت في بيئتنا مع الأجداد الذين قدّروا قيمتها واستفادوا منها على امتداد الوطن العربي من لبنان إلى ليبيا فالجزائر وأخيراً السعودية دون تواصل في ما بينهم أو سابق معرفة. لقد وضعوا سياسة بيئية للحفاظ على الثروة الزراعية ووضعوا قوانين للصيد للحفاظ على الحياة الفطرية فأتت إنجازاتهم بزمن عولمتهم الفكرية ومجهودهم القروي أشبه بالمعجزات... ومنهم كما يقول الكاتب "مزارعون يمارسون الزراعة الصحراوية، فتعلمت منهم ما لم يُتِحْ لي تعليمي الجامعي الاطلاع عليه".
تلخص أهمية الكتاب بلحظ "... توفير عناصر السياسة الزراعية والمخطط التوجيهي للزراعة يتضمن بحسب الكاتب... تحقيق الدور الثلاثي – الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للزراعة بصورة متوازنة وتقويم الموارد الطبيعية بطريقة منتظمة بالنسبة إلى النمو السكاني من أجل تأمين الأغذية على المدى البعيد".
توزع الكتاب على خمسة عشرة فصلاً تشكل بمجموعها المراحل الأساسية في حياة جورج حنّا جحى العملية وتبدأ من قريته بشمزين مروراً بمراحل الدراسة ثم التخرج والعمل في لبنان وليبيا والجزائر ثم العودة إلى لبنان والعمل مع وزارة الزراعة والاتحاد الأوروبي، وكذلك العمل مع مكتب وزير الدولة للتنمية الإدارية OMSAR والاتحاد الأوروبي (الشركة الاستشارية لويس بيرجير أس. أ) وأخيراً خاتمة الكتاب.
إنها (قصة حياة) جورج حنّا جحى، الذي كان ولا يزال عنواناً بارزاً للوفاء لِما أعطته إياه بشمزين خصوصاً، والكورة عموماً وغيرته على قلبه النابض لبنان.