الماخور
تأليف
منذر البديري
(تأليف)
بداية؛ إذا ما بحثنا في معجم اللغة العربية عن معنىً للماخور نجد أنه يحمل معنى: بيت الريبة أو مجمع أهل الفسق والفساد.
أما الماخور الذي تشي به هذه الرواية فهو أزلي قابع على السفوح الشرقية للمرتفعات الوسطى من فلسطين في طريقها نحو بيت المقدس.
يقول الراوي في مستهل عمله: "... ربما لم ...يرد ذكر ذلك الماخور لا في التوراة ولا التلمود حتى الإنجيل لم يشر إليه لا من قريب ولا من بعيد، حتى الدراسات المعمقة للأساتذة سواح وداود والصليبـي لم يرد فيها أي ذكر لذلك الماخور.
الكل رأى ذلك الماخور وسمع عنه روايات وقصص لا تنضب، لكن المارة لم تدرك حقيقته، فهو قابع هناك منذ بدء التاريخ، حتى يوم يبعثون وإن تعددت أشكاله من كوخ خشبي عفن... إلى سقيفة صدئةٍ.. ثم بناء من الآجر الأحمر الداكن.. حتى انتهى به المطاف أخيراً إلى بيت حجري أبيض أحيط بسور إسمنتي عالٍ صلد.. يبعث الرهبة والخوف.. بنفوس الأطفال والصبية فتجنبوا اللعب حوله.
وأعتقد جازماً أن أصحاب الأرض الأصليين رأوه.. وسمعوا به.. أما المارون لم يروه.. ولم يسمعوا به فقد كانوا بعجالة من أمرهم، ويبقى أنه الشاهد على هوية سكان المنطقة وعلى أصولهم وجذورهم، على كبواتهم وانتصاراتهم وعلى صبرهم وبأسهم. هذا الماخور كالبانوراما.. ما إن تأخذ مكانك به حتى تتبدل الصور والمشاهد وتبدو حركة التاريخ.. أكثر وضوحاً من أي مكان آخر على الأرض".
(الماخور) هي رحلة البحث عن الحقيقة التاريخية عبر مغامرات تبدأ من حيفا إلى أورشليم، والأردن ودمشق وبيروت والقدس وعلى امتداد هذا الشرق العظيم وصولاً إلى استانبول.