خورخيه مانريكي
تأليف
جلال زنكابادي
(تأليف)
في عمله هذا، يتناول "جلال زنكابادي" بالدراسة سيرة وشعر شاعر عظيم هو خورخيه مانريكي Jorge Manrique (1440-1479م) شاعر إسباني من العصر الوسيط، ومن أسرة أرستقراطية، ترك ديواناً صغير الحجم يضم مرثيته المطولة لوالده ومجموعة صغيرة من القصائد... لا سيما مرثيته التي تعد من عيون الشعر الإسباني على مر العصور، ...والتي حظيت بالترجمة إلى العديد من اللغات العالمية ومنها العربية.
وعن مرثية مانريكي الرائعة يقول جلال زنكابادي في مقدمة كتابه هذا "... تستوقفنا هذه المرثية الفريدة بخطابها الانسيابي الآسر ونبضها الدينامي الحي؛ فهي تخاطب الإنسان في كل زمكان؛ حيث يستهلَّها الشاعر داعياً المتلقي إلى الاستفاقة من غفوته وغفلته؛ كي يتأمل كنه الوجود والعدم، بما في ذلك الحياة والموت والزمن ومصائر البشر طرّاً والآخرة، مذكراً إياه بتفاهة الأشياء التي يجري وراءها البشر لاهثين (...) ثم يذكره بمصاير الملوك الجبابرة وبعض شخصيات عصره البارزين، ومن ثم يتطرق إلى ذكر والده السياسي الداهية والمحارب الشجاع، الجامع بين المجدين الدنيوي والديني؛ فيشبّهه بعدد من الأعلام الرومان كالأباطرة وغيرهم، في سجاياه وخصاله الحميدة، كما يشيد بمناقبه البطوليّة والاجتماعية، وكيف خاطبه الموت عند دنوّ أجله بما يليق بالأبطال الأفذاذ، وكيف أجابه والده برباطة جأش وهدوء راضياً بمصيره المقدور والمحتوم، كأيّ ابن آدم، ثم سلّم روحه لباريها، مغادراً الحياة الدنيا، بعدما خلّف أبلغ عزاء بذكرى جلائل أعماله ومآثره المشهودة. ويُذكر أن والده كان محارباً من الطراز الأول، وقد خاض في حياته أكثر من خمسين معركة، ومن ثم مات وعمره (72 عاماً) في (تشرين الثاني/1476) بمرض السرطان الذي كان قد أصاب وجهه. وجاء على شاهدة قبره: "هنا يرقد ميتاً الرجل الذي ظل اسمه حياً".
وهنا أيضاً تستوقفنا أبيات من مرثية خورخيه مانريكي لأبيه يقول فيها:
"نبه النفس الوسنى/ أحي العقل/ واستفق؛ كي تتأمل/ كيف تمضي الحياة،/ كيف يأتي المماتْ/ صموتاً جدّاً/ كم تمضي السرّاءُ عَجْلى!/ كم يُبَرِّحنا تذكرُها!/ وكيف أن أيَّ وقتٍ ولّى/ يبدو لنا أفضل الأوقات! (...)".
محتويات الكتاب: "نافذة"، "خورخيه مانريكي شاعر عصره"، "مرثية لأبيه"، "إشارات وهوامش"، "ألم يتأثر مانريكي بالرّندي؟"، "حكاية هذا الكتاب"، "صورتا صفحتين من الترجمتين الكردية والعربية"، "عن المؤلف/المترجم"، وأخيراً "المتن الإسباني للمرثية".