أيسر التفاسير للإنجيل
تأليف
عامر أحمد الشريف
(تأليف)
في عصر يعج بالنظريات والاختلافات بين بني البشر، ديناً، وإيديولوجياً، وثقافة، يأتي مثقفاً مسلماً ويضع (أيسر التفاسير للإنجيل) إنه "عامر أحمد الشريف" اللبناني الذي ينتمي إلى بلد متعدد الأديان ومتنوع الثقافات، مفتتحاً كتابه بعبارة: "أنا أول مسلم، بعد خمسة عشر قرناً على نزول القرآن، يضع تفسيراً للإنجيل حسبما يؤمن به ...المسيحي، لماذا؟".
بدءاً، اعتبر الكاتب أن "الثالوث والصليب ليسا موضوع بحث فتوافق، فقد اجتمع النبي محمد ، وفي مسجده، بوفد نجران المسيحي حيث تناقشا حولهما "بالتي هي أحسن"، وبأمان وهدوء... "وكفى". لكن عالم المسيحية هو حضارة دينية ودنيوية هامّة ترتكز على عطاء فكري ضخم، كما عالم الإسلام، فلا يجوز حصر معرفتهما فقط بالموقف من الثالوث. قال القرآن: ... وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا... أي معرفة الآخر كما هو يعرف نفسه، والتحاليل تأتي بناء على ذلك، لا أن نكتفي بما نريد أن نقول هذا هو الآخر...".
وفي طريقه لشرح "أيسر التفاسير للإنجيل" يعتمد الكاتب خمسة أساليب لتفسير كلام المسيح.
أولاً، طبق قواعد علم البديع والبيان للغة العربية لتفسير العديد من أقوال المسيح كما ترد في أناجيل متّى، مرقص ولوقا، المسماة "بالازائية"، ذلك أن المسيح تكلم فيها بالآرامية شقيقة اللغة العربية، وتطبيق هذه القواعد يساعد كثيراً على فهم مقاصده...
ثانياً، في سنة 1227 قام Stephen Langdon أسقف Canterburry بتحديد الموضوعات الرئيسية ضمن كل إنجيل، هي المعتمدة إجمالاً حتى اليوم، فاتخذ الكاتب بدوره خطوة إضافية لتوزيع العديد من هذه الموضوعات، كل موضوع إلى موضوعات فرعية تبين الترابط المنطقي والتسلسل الفكري ضمنه، وهذا يسهل كثيراً فهم المقصود.
ثالثاً، أدرج الكاتب كلمات التفسير فيما بين كلمات الآيات لقراءة كلام الإنجيل وتفسيره كوحدة موحدة بشكل انسيابي دون ضرورة التنقل بين موقع في الصفحة وموقع آخر، وهذا أسلوب أسهل.
رابعاً، الأناجيل الازائية الثلاثة تتماثل فيما بينها، أحياناً كلمة بكلمة، لكنها أحياناً أخرى تتباين وفق ما يسميه الكاتب "الاختلاف بشكل متكامل"، بحيث ما لا يرد في إنجيل واحد يذكره إنجيل آخر. بناء عليه قام الكاتب في بعض المواقع بدمج ما يذكره الإنجيل الواحد مع ما يذكره الإنجيل الآخر، وهو ما سماه "الإنجيل الموحد".
خامساً، لم يتكلم عن معجزات المسيح التي تحتل حيزاً هاماً جداً في الأناجيل الأربعة، لأن غاياتها معروفة عند المسيحيين والمسلمين أيضاً برأيه، كما أنه لم يتكلم عن سلالة المسيح العائلية وإلى أين ذهب ومن أين أتى، لأن الإنجيل بالنسبة إليه "هو كلام المسيح والكلام عن المسيح". وأخيراً، يتوجه الكاتب بكتابه هذا إلى طبقة المثقفين المسلمين معتبراً إياه خطوة أولى في معرفة الآخر فـ "بينما هدف بطرس الجليل ومارتن لوثر إلى تعريف طبقة المثقفين لديهما بالقرآن كخطوة أولى لفهم "العدو" فإن هدفي تعريف طبقة المثقفين المسلمين بالإنجيل لفهم "الصديق المختلف"، فالمعادلات قد تبدلت أو آمل أن تكون ذلك...".
"أيسر التفاسير للإنجيل" هو أكثر من كتاب، إنه موسوعة موثقة في الإنجيل المسيحي، يشرح، يناقش، يحلل، ويكشف ما التبس فهمه، على الآخر المختلف، ليضع القارئ أمام خيار صعب؛ إما أن يكون في حال وئام مع الآخر، وإما حال صدام، فأيهما ستختار؟!