قراءة في تجربة جمعية التضامن الأدبي ومجلة الدهور
تأليف
فارس اشتي
(تأليف)
يشكل هذا الكتاب قراءة في تجربة جمعية التضامن الأدبي ومجلة الدهور ومسارها الثقافي والمجتمعي والتنظيمي بعد ثمانية عقود على انقضائها؟
فلماذا تسليط الضوء على الجمعية ومجلتها الآن؟ يجيب الدكتور فارس حمود اشتي على هذا السؤال بالقول:
قد تكون رغبة ذاتية لدى الباحث أو لدى ذوي العلاقة في قيامها.
وقد تكون إرادة ما لتوظيف ...ما قامت به المجلة في صراع فكري – سياسي في المرحلة الراهنة.
وقد يكون شعور بالغبن طالها وتعمد بطمسها قد دفع إلى ذلك.
ومع رجاحة هذا وذاك وصدقيته، إلا أن الناظر إلى الجمعية في سياق ظروفها المحلية والعربية والدولية، يرى موقعاً آخر جديراً بالاهتمام والبحث ولم يُولَ الاهتمام الكافي لدى دارسي هذه المرحلة. فالجمعية ومجلتها أسستا في مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان والمنطقة العربية، وأسستا لمسار لاحق أنتج التسوية، لبنانياً، وبلور اتجاهاً تنويرياً، عربياً، وانخرط في اتجاه تحرري، عالمياً.
تهدف هذه الدراسة بحسب المؤلف إلى إلقاء الضوء على تلك الفترة التي عرفتها جمعية التضامن الأدبي ومجلتها، إذ إن الزمن الذي ولدت فيه كانت اللحظة التأسيسية للميثاق الوطني، وقد كانت الجمعية من أولى الجمعيات التي حملت الهم الاقتصادي والاجتماعي وهم التنوير الثقافي معاً، ما أتاح لها حمل الحراك التغييري.
وفي هذا السياق أكد مؤلف الكتاب أن "... حمْل قضية التنوير والتحرر في الدهور أعطى لبيروت الصدارة العربية في الحراك التغييري، بعد تعثّر "العصور" وانكفاء طه حسين وعلي عبد الرازق في مصر وتراجع "الحديث" في حلب، كما أعطى للجمعية قصب السبق في قيام أحزاب وجمعيات ومجلات تابعت مسيرة الجمعية في دهورها، ويخص في ذلك مؤتمر المثقفين الديمقراطيين في زحلة في العام 1934 وإنشاء مجلة "الطليعة" في بيروت ودمشق في العام 1935 وقيام أحزاب وحركات على القاعدة الفكرية التي أرستها الدهور (...)".
هذا وقد قسم المؤلف كتابه إلى العناوين الآتية: 1- التأسيس، 2- محاضرتا الريحاني، 3- مقاطعة شركة الجر والتنوير، 4- الدهور، 5- تقييم الجمعية.