حظي اشتكي حظي
تأليف
حاتم بن أحمد الجديبا
(تأليف)
إن عنوان مثل "حظي اشتكى حظي" بقدر ما يثير القارئ، ويعطيه شحنات ودلالات باعتباره العلامة اللغوية الأولى للنص، بقدر ما يسعى لمراوغته. فالشاعر هنا يمارس نرجسيته الخاصة، ويرسم بالشعر قوانين الحياة التي عاشها في عالمه، فيرى الشاعر ما لم تراه الأعين، ويقوض كل أثر للروحانية وهو ينقل فوضى الحضارة الحديثة ...وقساوتها أو نبضها إلى قارئه. يقول الشاعر:
"... أذوي على جرحي.. فيمتد في / روحي محيطاً من شموع الخصامْ
حولي نوافير الثرى تعتلي / ظهري، وقدامي شظايا ركامْ
والشارع المسموم في ثوبه / سر.. وفي عينيه يحبو ملامْ..."
وعلى هذا المنوال، نجد الشاعر في معظم قصائده ينزع إلى التعبيرية الذاتية، ويطلق العنان لعاطفته بإيقاعات نفسية ووجدانية عارمة، ليأتي ديوانه بمجموع ثيماته وتنويعاته فرصة إضافية لاكتشاف الحياة المنبعثة من أدق التفاصيل وترجمتها إلى صور شعرية تحمل في طياتها الكثير من المعاني الإنسانية التي تجسد مرور الإنسان بالعالم والوجود.
يضم الديوان قصائد متنوعة تراوحت بين الشعر الموزون والمقفى والشعر العامودي والشعر العربي الحديث؛ قسمها الشاعر إلى ثلاثة مجموعات. نذكر من عناوينها: "صحبة الأفراح"، "ولا أنت تدري"، "ليلة وهمية"، "مدينة الشعر"، "في يوم الإعدام"، "فيضان الوحي"، "ريحانة الشهور"... إلخ.
يبقى أن نشير أن معظم قصائد الديوان نشرت سابقاً في أكثر من صحيفة عربية أعاد الشاعر جمعها تحت عنوان "حظّي اشتكى حظّي".