الحرف والغراب
تأليف
أديب كمال الدين
(تأليف)
كعادته في كل ما يكتب، يحضر الحرف لدى الشاعر الحروفي أديب كمال الدين ليقول عبارات القصائد، ويجتهد لتكوين بنائيات الشعر، ويترك للقارئ أن يعيد الحرف إلى دلالاته، أو بالأدق إلى منابعه الأولى، لحظة الكشف منذ أول لحظة من لحظات الخلق.
إذاً فـ "الحرفُ والغراب" الذي اختاره الشاعر عنواناً لديوانه الجديد ربما ...أراد به الإنسان ولا أحد غيره، أي الإنسان في رحلته مع غراب نفسه وانتقاله بين الوعي واللاوعي، واستيعاب الإنسان لما بداخله من سواد وسعيه جاهداً كي يخلص نفسه من كل المشاعر السلبية كيفما كان نوعها ومصدرها.
تحت عنوان "لغة منقرضة" يقول الشاعر أديب كمال الدين:
"من نافذة العُزلة،/ ظهر الحرفُ معانقاً النقطة/ وبدت النقطة معانقة الحرف./ وضحكا/ ثم صاحا بصوتٍ بهيج:/ صوّرْنا أيها الشاعر!/ نظرت إلى الحرف/ كان شاباً مليئاً بعنفوان العشق./ وكانت النقطة/ مراهقة مثل عاصفة من العشق./ وبقيتُ أنظر/ أنظر/ أنظر./ لم تكنْ لديّ آلة تصوير/ لأنفّذ رغبتهما السعيدة./ كانتْ لديَّ ورقة وقلم/ فكتبت عنهما قصيدة حبّ،/ قصيدة حبّ لم يقرأها/ أحدٌ سواي، لأنها واأسفاه -/ كُتِبتْ بلغةٍ قد انقرضتْ/ قبلَ أنْ أولد/ بألفِ عام".
يضم الديوان أربعون قصيدة نثرية نذكر من العناوين/ "الغراب والحمامة"، "مُثلثات"، "لوركا"، "دروس"، "زائر شقة البارك رود"، "قنينة جان دمّو"، "نوم"، "مُبادلة"، "بطاقة تهنئة"، "مطرب بغداديّ"، "ملكة؟ عارفة؟ ساحرة؟"، "تسعة عشر مقطعاً"، "حديقة"، "الليلة الأخيرة لسيلفيا بلاث"، "لافتات يوسف الصائغ"... إلخ.