ثقل التاريخ وعوامل الإستراتيجية في تقرير مصير البوسنة والهرسك - كريم الماجري
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

ثقل التاريخ وعوامل الإستراتيجية في تقرير مصير البوسنة والهرسك

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

تمثل البوسنة والهرسك – ذلك البلد الصغير جغرافياً وديمغرافياً – عنواناً لصراع جيوسياسي وجيوستراتيجي، أقطابه اليوم هي القوى الدولية الكبرى، مثلما كانت بالأمس الإمبراطوريات المهيمنة. فهل قدر البوسنة والهرسك أن يكون مصيرها اليوم بين أيدي أبنائها، على اختلاف مشاربهم وأعراقهم ومصالحهم، أم أن للعامل الخارجي دوراً أيضاً في تشكيل مآلات ...مستقبلها؟ وما هو دور ثقل التاريخ في صياغة خيارات قادة وشعوب البوسنة؟ وهل سيكون بالإمكان تجاوز الأحقاد والأحزان والانخراط في حركة تاريخ العولمة الجديد الذي يشهده عالم اليوم؟ في هذا الكتاب يقدم كريم الماجري/الباحث والإعلامي التونسي فهم أعمق للقضية البوسنية ويعرض لظروف نشأتها وما خلفته حرب الإبادة التي شُنت عليها، ويناقش أيضاً مدى أهمية دولة البوسنة والهرسك الجيوستراتيجية في خطط الغرب المستقبلية، ويعرض لـ خصوصيات البلقان عموماً والبوسنة خصوصاً، والتي جعلتها في عيون الغرب تُصوّر على أنها بؤرة لإنتاج ثقافة الموت والرعب، ومن ثمّ على أنها منطقة مهيأة لتكون مختبراً لاستراتيجيات وسياسات خارجية، لا تعبّر بالضرورة عن رغبة في مساعدة حقيقية لشعب البوسنة. يعتبر مؤلف الكتاب أن البلقان الحديث يعيش تحولات جيوسياسية عميقة بعدما تخلصت دولة منذ عام 1989 من تأثير الاتحاد السوفياتي على مقدراتها وقرارها السيادي، وتوجهت نحو بناء علاقات جديدة مع الدول الغربية ومؤسسات حلف شمال الأطلسي. فعلى مستوى الاقتصاد، اتبع قادة الدول البلقانية نظام الاقتصاد الحر، ويسعون على المستوى السياسي إلى استنساخ نظام التعددية الحزبية والديمقراطية الليبرالية وتأسيس نظام برلماني تمثيلي، في حين يبدو أن انحيازهم على المستوى الثقافي كان إلى الحداثة الأنجلوسكسونية وثقافتها المستقلة. كل هذا وغيره – على ما يرى المؤلف – يجعل من البلقان اليوم فضاءً قابلاً للتحول إلى محمية دولية فعلية، ومسرحاً للتجارب الاقتصادية والسياسية والثقافية المُنبتّة عن الواقع البلقاني الذي لم يكن مستعداً لتحمل تبعاتها في غياب مؤسسات وهياكل وتجربة أنتجتها وأنضجتها تطورات تاريخية وموضوعية مناسبة، وهو ما جعله سابقاً ويجعله اليوم أيضاً، فضاءً لإنتاج فائض من التاريخ، بحيث تتعدّى أحداثه وما يجري على أرضه ما أنتجه هو من تاريخ، ليكون وعاءً لنتاج ما صنعته على أرضه مختلف القوى والإمبراطوريات من بطولات وانكسارات، وما خلفته من أساطير وثقافات ودماء وأحزان، لم تكن شعوب المنطقة صانعة لأغلبها ولا مؤثرة فيها، لكنها تحمّلت – وما تزال – مآلاتها ونتائجها. من هنا – يصعب القطع بما سيؤول إليه مصير البوسنة والهرسك - في ظل التجاذبات السياسية الداخلية والخارجية التي تعيشها مختلف دول العالم وبخاصة القوى الدولية الفاعلة التي لا تضع مصلحة البوسنة وشعوبها في مقدمة أهدافها.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
10 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب ثقل التاريخ وعوامل الإستراتيجية في تقرير مصير البوسنة والهرسك

    1