مكانة العراق في الإستراتيجية الأمريكية تجاه الخليج - دراسة مستقبلية
تأليف
محمد وائل القيسي
(تأليف)
في كتابه هذا، يبحث "محمد وائل القيسي" في مكنونات المكانة المستقبلية للعراق في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الخليج العربي وما يتبعها من دور مستقبلي للعراق تجاه منطقة الشرق الأوسط.
يعتبر القيسي أن السياسة الجديدة للأمريكان في المنطقة تقوم على تحويل الأعداء إلى حلفاء أو أصدقاء، هذه السياسة تستدعي إعادة خريطة كيانية جديدة ...للعراق تتمحور في إعادة تشكيل كيان عراقي جديد على قواعد تختلف عن تلك التي قام عليها منذ استقلاله، فبرأيه – أن نجاح الفعل الأميركي في العراق والسيطرة على زمام الأمور وإيجاد حكومة عراقية ليبرالية – موالية يعد من أهم مقومات المشروع الأمريكي في هذه المنطقة الحساسة عالمياً، ولا سيما أن العراق ترك للانفراد الأمريكي على الصعيدين الدولي والإقليمي ليتسنى للولايات المتحدة الأمريكية "فرصة صناعة العراق الليبرالي" وتقديمه بوصفه نموذجاً مثالياً يجب أن تقتدي به دول الخليج كاف ومن ثمة إمكانية توسيع الدائرة لتشمل دول الشرق الأوسط.
وبناءً على ما تقدم يحاول المؤلف الوقوف على أبعاد الاحتلال الأمريكي للعراق ومدى تأثير ذلك وانعكاسه على منطقة الخليج العربي برمتها، ولا سيما أن احتلال العراق مثَّل تحولاً استراتيجياً كبيراً في المنطقة لما له من امتداد تاريخي وثقل جغرافي كبير ووزن سياسي وعسكري مؤثر في توازنات القوى الإقليمية في منطقة الخليج العربي، ناهيك عن مكانته الاقتصادية...
وبهدف الكشف عن الدور الأمريكي في العراق وما يتبعه من خدمةٍ لمصالح حيوية للأمريكان في منطقة الخليج يضع مؤلف الكتاب فرضية مفادها: "هناك مكانة للعراق في المدرك الاستراتيجي الأميركي، وهناك علاقة طردية موجبة بين مكانة العراق في المدرك الاستراتيجي الأميركي وتوجهات الاستراتيجية الأمريكية في الخليج العربي، أي كلما نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إدراك هذه المكانة ومقوماتها بكفاءة والتعامل معها إيجابياً نجحت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الخليج العربي، وكلما كان هناك قصور في التعامل معها أو سوء فهم أهميتها انعكس القصور سلباً على إمكانية تحقيق أهدافها المحورية في الخليج العربي"، ولإثبات صحة هذه الفرضية تسعى الدراسة للإجابة عن أسئلة عديدة منها ما يتعلق بالأهمية الاستراتيجية للعراق، ومنها ما يتعلق بالأهداف الأمريكية في الخليج العربي وغيرها. ولكن الدراسة تبقى في إطار البحث عن مكانة العراق وفق منظور مستقبلي (رؤية مستقبلية) وخاصة أن الوضع القائم في العراق لم ترتسم ملامحه النهائية بعد.
لأجل ذلك وزع المؤلف دراسته على أربعة أجزاء: يتعامل الجزء الأول مع مفردات الكتاب ذات الإطار المفاهيمي، وعلاقة بعضها ببعض... أما الجزء الثاني فقد تناول أهمية العراق في الإدراك الاستراتيجي الأمريكي والذي سيترك آثاره حتماً على النظرة المستقبلية للولايات المتحدة تجاه العراق. في حين تطرق الجزء الثالث لأهمية الخليج العربي في الإدراك الاستراتيجي الأمريكي... وينصرف الجزء الرابع إلى البحث في تحديد العوامل المؤثرة في مكانة العراق المستقبلية ضمن الاستراتيجية الأمريكية تجاه الخليج العربي وعلى المستويات الداخلية والإقليمية والدولية. ومن ثم الولوج في المشاهد المستقبلية المحددة لتلك المكانة...