مدى - رانيا السعد
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

مدى

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

هل ينسى المرء الحكايات الموجعة، أم يدفنها في تلافيف الذاكرة ويتصرف على أنها اختفت؟ بينما هي بركان ملتهب بانتظار لحظة تفجر؟ في هذه الرواية تحكي رانيا السعد حكايات المرأة العربية، من خلال حكاية "مدى"، امرأة في الخامسة والأربعين أرملة، في السادسة والعشرين مطلقة، في السابعة عشر زوجة لقريب أبيها. هي سباقة ...في اقتناص الألقاب الاجتماعية المرتبطة بالرجل قبل قريناتها، اختارها القدر لتكون زوجة ثانية، لرجل بدوام جزئي، منحها جزءاً من حياته وولد جميل أصبح "بلا انتماء" لإخوة من الأب والأم، يعيش وحدته الفائقة مثل أمه. في (مدى) تعالج رانيا السعد موضوعة تعدد الزوجات، وقسوة المجتمع على الزوجة الثانية، والتي لا يقابلها قسوة على الرجل الذي قام بهذا الزواج. قد تبدو هذه المسألة مستهلكة في الرواية العربية النسوية، غير أن معالجتها روائياً هي ما تميز روائية عن أخرى، وطريقة السرد هي ما تمنح العمل، خصوصيته. لقد أفلحت رانيا السعد من خلال (مدى) الشخصية المحورية في الرواية، والشخصيات الأخرى المتمحورة حولها بحكايات مشابهة لها في مصيرها في تعرية النموذج الذكوري في كفاءة واضحة، فمزجت بين الرواية والحياة، غير آبهة لارتياد المناطق الوعرة للكلام، فتسمي الأحداث والوقائع بأسمائها بعيداً عن مخاتلة اللغة ومراوغة الكلام، وهو ما يتلمسه القارئ في عبارات تؤشر على الواقعية المفرطة في تناول موقع المرأة الاجتماعي والعلاقة بين المرأة والرجل، والتمييز الحاد الذي تتعرض له المرأة/الزوجة الثانية في مجتمع ذكوري، أعطى الحق بتعدد الزوجات للرجل الذكر تدفع المرأة الأنثى وحدها ثمن هذا الحق، ويحملها مسؤولية ما يتبع تلك العلاقة من خيبات وفشل... وعليه، فإن (مدى) خطوة إضافية أخرى باتجاه المرأة بعد (هوس) تعكس براعة المؤلفة في طرح مسائل نسوية على طريقتها، وبلغتها، لتشكل بقعة ضوء لكثيرات ممن قست عليهن الحياة فتخبطن في وحولها... بحثاً عن المفتاح، مفتاح الحياة...
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 4 تقييم
20 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية مدى

    4

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    3

    *** مدى ***

    أطلقت ساقيّ للريح، هربًا من أغلال قوائم القراءة التي ألفتها منذ السادسة عشر سنًا. نشأت الألفة من مجهود حقيقي يُبذل في إعدادها، وآليات تنقيح واضحة ولا حياد عنها: كاتب يسلمني لكاتب بقوائم مصادره، أو يسلمني لنفسه بروعة تعبيره عن أفكاره، أو يُصفد الكلابشات موضوع. لم آبه يومًا بالترشيحات، ولا بالتريندات، ولا البيست سيلر. سئمت النظام. في العشوائية فائدة ولا شك، حلاوة... وإن لم أتذوقها.

    وثقت هذه المرة في ترشيحات أبجد. سكرول أفقي لتبويب "إضافات جديدة لهذا الأسبوع"، أوقعني في "مدى"، للكاتبة الكويتية رانيا السعد، الصادرة في 140 صفحة، عن الدار العربية للعلوم ناشرون، طبعة أولى 2013م.

    المدى: الغاية والمنتهى، الحد الأقصى، المجال الحيوي والضروري، المسافة، الزمن المطلق، الواسع والبعيد، الفرق بين أعلى قيمة وأقل قيمة. كلها مرادفات تصح بحسب السياق، تواردت جميعًا على الخاطر مع قراءة العنوان، وما لم يخطر، أنه هنا اسم علم، اسم أنثى.

    لطيف الجذب على هذه الشاكلة. لقد وقعنا في الفخ بصوت عادل إمام. الأكثر لطافة أن حاملة الاسم، بطلة الرواية، المصابة بالتأتأة، على نفس المنوال من ازدحام المفاهيم والأفكار والمشاعر. تتقلب بين النضج والتفاهة، الجمال والقبح، السعادة والحزن، النشاط والخمول، الإقدام والإحجام، التجريب والتقوقع، البراءة والخبث، الأدب وقلة الأدب. تتقلَّى في الذكريات، وفي الخيبات.

    لكنها هنا في نضج وجمال وسعادة ونشاط وإقدام وتجريب وبراءة وأدب، وفي تفاهة وقبح وحزن وخمول وإحجام وتقوقع وخبث وقلة أدب؛ على نُول مجتمع بدوي، بترولي، ناشئ. يزدحم بالمفاهيم هو الآخر، يتقلب بين الأصالة والمعاصرة، الانفتاح والإنغلاق، يتقلّى بين العيب وبين "فيها إيه يعني الدنيا اتغيرت".. فكانت النتيجة مُجَاجَة النفاق تفوح، حتى مع أصرح المواقف إنسانية: التعزية في الموت.

    رأس "رانيا السعد" هو الآخر مزدحم بالمفاهيم والأفكار، حاولت في مدى ثلاثة أيام، هي أيام تعزية "مدى" ابنة الأم الأمريكية التي خانت زوجها مع الطباخ الهندي، لأب كويتي منفتح درس في أمريكا حيث تعرف على أمها الخائنة، وتزوج بعد الخائنة كويتية سمينة لعبت دور أم مدى بحب وبسيطرة، في وفاة زوجها الثاني الأكبر منها بسنين عددًا، بعدما مات في فراش زوجته الأولى، والذي تزوجته بعد طلاقها من الأول الهَفْت ابن أمه في تسع سنين، وكانت قد تزوجته بسن السابعة عشرة؛ حاولت "رانيا" عبر هذه الثنائيات من أنصاف العلاقات الأسرية والزوجية؛ أن تناقش تناقضات عديدة تموج فيها المجتمعات العربية، والكويت من ضمن. التمسك بالحق في الزواج الثاني دون اعتبار لقيوده. النظرة العربية الدونية للمطلقة دون المطلق. بهرجة المعازي وقولبة التعازي دون إحساس بالتبعات النفسية والبدنية والمالية على أهل الميت. التمادي في استدعاء وتطويع النصوص الداعمة واستكثارهما على الغير. التردد بين السرف والتقشف، المدنية والتسلف....

    ليبرالية "رانيا السعد" أظنها متوازنة نوعًا ما، مصبوغة بألوان العلم الكويتي إلى حدٍ ما، تراعي الفروق والمرتكزات والخصوصية الثقافية. لم تؤيد الأمركة الصِرفة، ولم تستسيغ البدوية القُحّة. وازنت بدون ضجيج مُنفر، أو ذم ثوابت مقرف. بل فتحت أبواب التلقي والتجويد، الانتقاء والتكييف. باختصار حاولت لفت الإنتباه لأفكار الحداثة الأولى بالتبني.

    من زحام مفاهيم الاسم لزحام انتقادات الكاتبة، جاءت الرواية على ذات القدر من التشتت، لا سيما مع كثافة الاعتماد على بانوراما الذكريات. وجاء معها صراع "مدى" الداخلي مشوشًا، يصعب على القارئ في البداية الإمساك بتلابيبه والقبض على مُنطلقه، لكنه عميق، لم يصيبه التسطيح. حدوتة تصيبك بصداع على صغر حجمها وخفَّتها؛ فتجهز بحبابة مُسكن.

    وأظن – وبعض الظن إثم – لو أسندت "السعد" الرَوي للبطلة، وأطلقت لسانها يحكي عن نفسها وحالها ومآلها وصراعاتها الذاتية وعلاقاتها بالشخصيات؛ لكان أفضل من الراوي العليم. وأعتقد – وبعض الاعتقاد وهم – لو أضغمت أغلب انتقاداتها في انطباعات صامتة وردود أفعال رمزية، لكان أحلى من المباشرة. وأتخيل – وبعض الخيال ردئ ومحدود – أن مشهد الختام الذي تُمسك فيه البطلة بجوازيّ سفرها الأمريكي والكويتي؛ رتابة وتكرار واستسهال.

    مدى رواية لطيفة، مع أنها منعكشة. على أية حال؛ عرفناها وتعرفنا على الكاتبة عبر تجربة لا تقل عنها نعكشة. وها قد ثبت أن العشوائية كنز لا يفني.

    #رانيا_السعد #مدى

    #الدار_العربية_للعلوم_ناشرون #أبجد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق