ملاك الله والأوطان
تأليف
علي حرب
(تأليف)
ربما يكون إصدار طبعة جديدة ومزيدة من كتاب المفكر اللبناني علي حرب الآن ضروري في مرحلة تغلي بالأحداث السياسية والأزمات الدولية والاضطرابات الاجتماعية التي تشهدها الساحات الجماهيرية على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، يستكمل من خلالها الكاتب ما بدأه في الطبعة السابقة من (ملاك الله والأوطان) في مقالات تتناول قضايا ...فكرية تتفتح على غير حقل ومجال، بقدر ما هي قراءات في المتغيرات العالمية على غير صعيد وفي غير نطاق.
يقول علي حرب : في كلمتي لتقديم هذه الطبعة الجديدة والمزيدة، بوسعي القول إن الأزمة العالمية التي مدارها الكتاب تزداد تعقيداً واستعصاء، بقدر ما هي أزمة كيانية بنيوية تتعلق بالهويات وأنماط ممارستها أو بالأفكار وطرائق إدارتها. من هنا ألخص قراءتي للواقع الكوكبي بكلمات ثلاث: التخبط والتورط والتواطؤ، سواء أكان ذلك على المستوى العربي أو العالمي.
هذا ما تشهد به معالجة التحديات الجسيمة والمشكلات المزمنة من جانب الدول الكبرى والقوى اللاعبة على المسرح: فالعجز فاضح، سيما في مجال الأمن؛ حيث البشرية تغرق في بربريتها المعاصرة، وبشكل خاص كما تمارسها الأصوليات الإسلامية الجهادية والأنظمة العربية الشمولية، وهي وجهان لعملة واحدة؛ من حيث إدارة الأمور بعقل أحادي، وعنصري، وفاشي.
والبربرية - بالمنظور الوجودي - صنيعتنا جميعاً. هي ما نمارسه من تأله لكي نحصد كل هذا التوحش. إنها حصيلة الأنا النرجسية والنفس الأمّارة والفردية الطاغية، كما هي حصيلة الهوية الموتورة والعقيدة المغلقة والثقافة العدوانية. بهذا المعنى، الكل متورطون ومتواطئون، والكل يصنعون النماذج التي يدّعون محاربتها.
من هنا، يتابع المؤلف - لم تعد تجدي المعالجات بما هو سائد من الأفكار. فمفاهيمنا للهوية والحقيقة والحرية والديمقراطية والمجتمع المدني تحتاج إلى إعادة نظر، بالأخص مفهومنا للإنسان الذي نعلي من شأنه وندافع عن حقوقه. فما يحدث اليوم ويصدم - من فنون الرعب، وصناعة التعذيب، والقتل - يسجل نهاية الإنسان الروحاني والمثالي؛ كما تشهد عليه فضائحه وكوارثه ووحشيته.
هنا مكمن العلة وبيت الداء: نماذج القداسة والعصمة والبطولة والعظمة والنجومية، التي نصنع بها إنسانيتنا، بعقلية التملك والقبض والتحكم. هذا ما ينبغي كسره والتحرر منه لفتح آفاق ومساحات تتيح بناء أو صوغ مفاهيم ومعايير وقواعد جديدة ومختلفة للمشترك البشري.
يتألف الكتاب من إحدى عشرة مقالة جاءت تحت العناوين الآتية: 1- عصر الأزمة: الهوية والحقيقة، 2- الكتابة الفلسفية بالعربية: الإنجاز/المأزق/الرهان، 3- المشهد الفلسفي: التحولات والتحديات، 4- النقد مهمة دائمة: من نقد العقل إلى نقد النص، 5- تحليل الخطاب: فيض المعنى، 6- تحديات العولمة: المشاركة في صناعة الحضارة، 7- البعد المتعدد: علمانية أم ليبرالية، 8- مشروع التنوير وإخفاقه: مكر التاريخ أم حدود الإنسان، 9- منابع العنف: ملاك الله والحقيقة، 10 - نهاية المشروع الديني: مأزق الأحزاب الإسلامية، سقوط العدوان الإسلامي، المفتاح تحت الباب، 11- التنين الإرهابي من يصنعه؟: ثالوث الطاغية والمرشد والمثقف، وأخيراً، خاتمة الكتاب: نهاية الإنسان الروحاني والمثالي: الأبواب والمخارج.