راكمان وعبد الرحمن
تأليف
نبيل أبو حمد
(تأليف)
"راكمان وعبد الرحمن" الرواية الثالثة للكاتب والفنان التشيكلي نبيل أبو حمد بعد "العطيلي" و "بيت من الشرق".
وفي هذه الرواية يغطي نبيل أبو حمد أكثر من نصف قرن من عمر الحكاية الفلسطينية، فتنهض الوقائع المروية، المتذكرة والآنية، منذ أربعينيات القرن المنصرم وحتى زمن كتابة هذه السطور، لتقول مأساة الفلسطيني في فصولها ...المتعاقبة، وارتباطها بقضايا إقليمية ودولية، من سورية إلى العراق إلى لبنان والأردن مروراً بكواليس السياسة الأميركية والإسرائيلية وانتهاء بمعامل صنع القرار في أروقة مجلس الأمن، والتي يغيب عنها دائماً الإنسان الفلسطيني المحور الأساسي في القضية، من هنا أراد الراوئي الدخول إلى الذاكرة الفلسطينية، يلملمها، يرمم تصدعاتها ويصوغ حكايتها للتعبير عن مرحلة انتقالية تعيشها القضية الفلسطينية بين ثنائيات متعددة، بعض حدودها الاحتلال والاستقلال، وكأن الكاتب يقول أن القضية لا تزال أقرب الى الحد الأول- الاحتلال- منها إلى الحد الثاني الذي يفصلها عنه عقبات وانتكاسات وتضحيات.
ترصد الرواية المشهد الفلسطيني من خلال شخصيتين محوريتين تمثل محور الصراع المعلن والخفي بين العرب واسرائيل هما "عبد الرحمن" ابن شهيد فلسطيني، من بلدة يافا الشامخة بالعزة والكبرياء، حيث شبَّ مع مروحة النضالات الُمجدية والعبثية إلى أن هجّرته النكبة مع صديق له إلى لبنان ثم سورية.فشقلته وحطته الإنقلابات والإنتفاضات والأحزاب الكلامية والعلاقات الغرامية المغامرة ليجد نفسه في مستنقع من الفساد والدجل السياسي والأبهة الثورية الفارغة، فيقرر أن يعبر هذا المستنقع بشوط سباحة صوب عالم آخر جديد وفي هذا العالم الجديد الذي هو (لندن) يلتقي "راكمان" يهودي بولندي يبيع النفس والاعراض والعقارات وكل شيء في سبيل المال الذي أيقن أن خلاصه به.
هل يتشاركان في "بزنس" مربح جداً لكليهما، مع أن ابن الشهيد اكتشف أن راكمان يسخّر ثروته لدعم اسرائيل مادياً ومعنوياً؟ هل يفعل ابن الشهيد مثله ويسخّر أرباحه لدعم القضية الفلسطينية؟ أم يرفض كل تعاون مع راكمان؟ وهل الغاية تبرر الوسيلة؟ سؤال يُطرح ولعل الروائي بتركه النهاية مفتوحة يشي بنهايات معلقة بين السماء والأرض، أو بين العرب وإسرائيل، تبقي الإنسان الفلسطيني في حالة انتظار، انتظار المجهول...