في أنواعية الشعر
تأليف
رشيد يحياوي
(تأليف)
هل الخطاب الشعري في حاجة لدراسة أنواعية؟ لو استعدنا سيرورة نقد البلاغيات الغربية والعربية، لتبدى لنا النظر الأنواعي ملازماً لها مستبداً بقلق أسئلتها. لقد مثلت أنواعية الشعر بؤر تأملات متفاوتة في درجات صرامتها وانسجامها المنهجي. فتحولت من ثم إلى مطلب تتجلى فيه خصوصيات الوضعيات الإبستمولوجية المتداخلة والمتعاقبة والمتغذية بالبنيات الثقافية ...الطارئة أو الكامنة في الذهنيات. لقد استجابت هذه الأنواعيات لبلاغياتها في مناح ثلاثة رئيسة هي: "فرز البدائل"، "استكشاف البنيات المشتركة بين النصوص"، "بلاغية الشعر". هذه المناحي الثلاثة، تطرح على الباحثين الخوض في موضوع يتعلق بتصنيف الشعر إلى أنواع. والمقصود بـ "أنواعية الشعر"، إخضاعه لمفهوم يرى الشعر نمطاً قولياً أدبياً قائماً على أنواع، وهو الموضوع الأثير لدى الباحث والناقد المغربي رشيد يحياوي/ أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب - أكادير - المغرب. في كتابه المعنون "في أنواعية الشعر" فأنواعية الشعر يندرج ضمنها كل الدراسات التي تناولت الشعر بوصفه خطاباً أنواعياً، وهو ما يطمح المؤلف إلى دراسته بوصفه تجاوزاً للمستوى الأنواعي الكلاسيكي المتمثل في 1المقارنة بين الشعر والنثر وتصنيف الشعر ضمن تصنيف الأدب، إلى مسائلة النسق الأنواعي الداخلي للشعر في ذاته بوصفه خطاباً قابلاً للنمذجة الأنواعية.
إن هذا الكتاب يهدف بصفة خاصة إلى مناقشة سؤالين يحددهما المؤلف: ألسنا في حاجة لدراسة أنواعية للشعر؟ ثم ألسنا في حاجة لدراسة تقاطعات الشعري والنثري؟
وتأتي التفاصيل المتعلقة بهذين السؤالين منفصلة عن بعضها أحياناً، ومتداخلة أحياناً أخرى. ونعتقد أن طرح السؤالين ضرورة معرفية تقتضيها الأوضاع النصية للإبداع العربي، وتتطلبها ذائقاتنا الجمالية، وآفاق انتظاراتنا لهذا الإبداع في تمظهراته التعبيرية الشكلية المختلفة.
يقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول جاءت تحت العناوين الآتية: الفصل الأول "عن الأنواعية" ويضم: 1- مقترحات غربية، 2- مقترحات عربية حديثة. الفصل الثاني "مطلب الأنواعية في الشعر" ويضم: 1- بدائل أنواعية ومراحل إبداعية، 2- حرية الشعر بوصفها مدخلاً أنواعياً، 3- الغنائية بوصفها مدخلاً أنواعياً، الفصل الثالث "الشعري والنثري" ويضم: 1- الشعري والنثري مسار تاريخي، 2- الشعري وسرود النثر، 3- تلقي الأشكال، 4- لماذا تشغلنا قصيدة النثر؟