النموذج الإنتفاضي الفلسطيني - دراسة في الحركة الوطنية والظاهرة الإسلامية
تأليف
بشير سعيد أبو القرايا
(تأليف)
تمثل الظاهرة الانتفاضية في المجتمع الفلسطيني واحدة من أهم الظواهر السياسية والاجتماعية التي عرفتها الأمة الإسلامية خلال المئة واثنين وثلاثين عاماً الماضية، ما زالت قائمة تزداد فاعلية وتواصلاً بصورة تؤكد نماءها وارتقاءها الحضاري وسعيها الدؤوب لتحقيق كامل أهدافها التي انطلقت من أجلها.
تحت عنوان: "النموذج الانتفاضي الفلسطيني" يقدم الباحث الدكتور بشير ...سعيد أبو القرايا دراسة في (الحركة الوطنية والظاهرة الإسلامية) ينظر من خلالها إلى النموذج الانتفاضي الفلسطيني منذ بدايات العقد الثامن من القرن التاسع عشر وحتى أوائل العام السابع من القرن الواحد والعشرين، لأن هذه الفترة على ما يرى المؤلف شهدت بدايات المشروع الصهيوني والإرهاصات الأولى لظاهرة الانتفاضات الشعبية التي كانت في صورة هبَّات جماهيرية سرعان ما تحولت إلى ثورات لاهبة، وخاصة في ظل التحولات الكبرى التي جرت على الصعيدين الإقليمي والدولي منذ ذلك التاريخ، والتي كانت لها تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على بزوغ الظاهرة وخروجها إلى أرض الواقع؛ فعلى الصعيد الإقليمي تعرضت المنطقة العربية بعد سقوط دولة الخلافة الاسلامية إلى استعمار أوربي نهب ثرواتها وتحكم في مصيرها وزرع الكيان الصهيوني في عمقها، وظهرت على أنقاضه النظم القومية التي ما زالت أسيرة التبعية بكافة صورها، عاجزة عن بناء القوة، وتجاوز مشكلات التخلف، والأخذ بأسباب النهوض. ولم يتسن لها بعد العمل بالديمقراطية الحقيقية، وهو ما جعلها تشهد الهزائم المتتالية أمام الكيان الصهيوني الذي تفوق على المنطقة عسكرياً بما يمتلكه من أسلحة نووية ومساندة القوى العظمى، فكانت هذه الظروف دافعاً لبروز الظاهرة الانتفاضية في ظل ضعف الأنظمة العربية وعدم قدرتها على مواجهة اسرائيل والتغلب عليها، وفي ظل عدم قدرة القيادات الفلسطينية الرسمية على مدار التاريخ الفلسطيني المعاصر منذ بداية الصراع، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، على إحراز أي انتصار ملموس على أرض الواقع، بينما استطاع الشعب الفلسطيني بالعمل الانتفاضي الشامل والمقاومة المستمرة إجبار شارون على إزالة جميع المستوطنات الصهيونية من قطاع غزة.
تقسم الدراسة إلى ستة فصول يسبقها فصل تمهيدي يُعنى بمداخل التحليل المستخدمة في بناء النموذج الانتفاضي الذي يقدمه الباحث؛ يتبع ذلك الفصل الأول ويتناول الظاهرة الانتفاضية كظاهرة إنسانية والإطار النظري المرتبط بها ويحلل فيه الباحث بعض القضايا النظرية والمفاهيمية... ويتطرق الفصل الثاني إلى الذاكرة والبيئة والمدخلات في النظام الانتفاضي الفلسطيني، ويهتم بالمؤثرات التي ساهمت في نشوء الفعل الانتفاضي في المجتمع الفلسطيني وزيادة ديناميته وقوته... ويلقي الفصل الثالث الضوء على المرسل، ممثلاً في أبنية جهاز الإرسال ووظائفها، التي تمثل القوى المحركة للفعل الانتفاضي... ويهتم الفصلين الرابع والخامس بالمكونات الأخرى للنظام الانتفاضي، وهي تتضمن عناصر تجعل منه نظاماً حياً يتحرك بحيوية وارتقاء مستمرين، يجري المؤلف تفصيلاً لها في الدراسة... ويعرض الفصل السادس، طرق التفاعل والتقييم في النظام الانتفاضي الفلسطيني، فيبين خصائص النظام الانتفاضي وأهم السمات التي تتميز بها الانتفاضة مقارنة بالحركات الاجتماعية والسياسية الأخرى، ووظائف النظام الانتفاضي وآلياته، وغيرها من عناصر تكفل للنظام العمل بفعالية ومرونة كاملتين... وتختتم الدراسة بالتحقق من التساؤلات التي تم طرحها في مقدمة الكتاب، وعرض لأهم النتائج المستخلصة.